للاعتذار أهمية كبيرة، فالاعتذار بلسم شاف، ووسيلة جيدة لتطييب المشاعر، وإزالة أسباب التوتر من تفاعلات الحياة والسلوكيات اليومية، وبدونه تتراكم المشاكل وتتفاقم العواقب وتصعب الحياة، وكما يقول المثل اليمني " العذر صابون القلوب". يقول الإمام الشافعي: قيل لي قد أساء إليك فلان ومقام الفتى على الذل عار قلت قد أتى وأحدث عذراً دية الذنب عندنا الاعتذار أنا آسف: كلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون والاعتذار هو قمة السلوك الحضاري وله أساليب منها الكلمة الطيبة، وهناك العديد من جمل الاعتذار حسب تصنيف المجتمعات ووجهة نظرها في الاعتذار، منها كلمة آسف وهي أشهر كلمات الاعتذار على الإطلاق، وفي أدب المجاملات نطلقها لأتفه سلوك نسلكه قد لا يؤذي الآخرين ويقترن الاعتذار بالماديات مثل: هدية أو نزهة أو زيارة، وبينما يعتذر الناس بباقة ورد يعتذر أهل اليمن " بثور" وهو نظام الوصلة أو الهجر. الوقت المناسب: واختيار الوقت المناسب له أهمية كبيرة وكذلك اختيار الأسلوب المناسب. اعتذارك مرفوض: وقبول الاعتذار من صفات الكرام ومن مكارم الأخلاق، لكن الكثير أجمع على أن هناك أعذاراً مرفوضاً وذلك في المواقف الآتية: - حين يكون الخطأ مبيتاً وعمداً مع سبق الإصرار والترصد، ولذا يقول الشاعر الغنائي: كل مره تقل لي آسف وانته تتعمد خطاك هي وين هذي المشاعر يلي شاغلني معاك وحينما يتعلق بحد من حدود الله قال تعالى : " لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم".. وإذا جاء متأخراً قال تعالى: "إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب، فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً". يقول الشاعر المريخي : ما جاء على بالي خطاك أنت بالذات لا تعتذر مادام عذرك تأخر قصرت وسواتك معي ما هي سواه ما عاد ينفعك العذر لو تعذر لا يقبل الاعتذار عندما لا يكون هناك اعتراف واضح وصريح بالخطأ.. وإذا كان اعتذاره على مضض، أي مغصوب عليه ولا يقبل الاعتذار إذا كان أقبح من الذنب، ويرفض الاعتذار إذا تكرر نفس الذنب من نفس الشخص.
أحلام القبيلي
أنا آسف 1291