مع الربيع العربي أخرج الصهاينة والفرس مشاريعهم فوق الطاولة، وكل الحروب في العالم العربي الآن هدفها الاعتراف بإسرائيل ولَم يكن هدفها إضعاف إيران كما يسوق الخليج للشعوب.. إيران تتمدد وإسرائيل تتبلور كدولة شرق أوسطية تسود العالم العربي والمال على الخليج وكلفة الحرب والدماء على الشعوب العربية !! تغيير السياسة الخارجية لأي دولة يتم عبر استفتاء شعبي أو أغلبية البرلمان وهذا يحتاج إلى حالة استقرار، أما في حالة الحرب فتدار الدولة بفريق طوارئ تحت إدارة رئيس الدولة وحدود صلاحياتها ادارة الدبلوماسية والشؤون الداخلية دون تعدي ذلك إلى تشريع القوانين أو تعديل السياسة الخارجية! ولو افترضنا أن وزير الخارجية خالد اليماني مجبر من دول الخليج لحضور قمة لم تحضرها حتى أوروبا يفترض به ترك المقعد المجاور لإسرائيل لدول مطبّعة ولديها علاقة علنية مثل عمان أو الإمارات أو الأردن!! واضح جدا أن قمة "وارسو" قمة خليجية للتطبيع ولَم تكن قمة أمن إقليمي وتهدف- بشكل غير مباشر تسليم القواعد الشعبية للدول العربية إلى إيران، أما أمنية قيادة إسرائيل الحرب على إيران فهو استغفال وأشبه بمن يقتل حارس منزله خوفا منه فيما هناك في الخارج من ينتظر فرصة اقتحام المنزل.. إيران وإسرائيل تأريخ من التعاون وتبادل الأدوار وتكامل المشاريع ولا يمكن يوما أن يكون المشروع الإيراني منافساً للمشروع الإسرائيلي إلا بعد انتهاء المخاوف من الشعوب العربية وهذا مستحيل!! إذا لم يقل وزير الخارجية خالد اليماني سيدفع اليمنيون ثمن خطيئته سنوات.. ما أغناه يتبجح في مؤتمر دولي ويجلس جنب نتنياهو وهو يمنع عليه الحضور من قبل الخليجيين في مؤتمرات دولية تتعلق باليمن!! صديقي البولندي تواصل معي من وارسو ويقول لي: مؤتمر اليوم مضحك دفعت تكاليفه دول الخليج وقاطعته أوربا، نستطيع أن نقول عليه مؤتمر الخليج وإسرائيل، ولا شأن له بالأمن الإقليمي !! كم جهد الشعب اليمني يحمل جثث مهترئة منتكسة.. منذ 2011 كلما يتحرك الشعب لحماية الجمهورية والدولة يعرضه لمزاد البيع مسؤول.. سقطت دماج وعمران وصنعاء وعدن والجمهورية والدولة وفِي كل مرحلة تبرز الخيانات من القيادات فيما يضحي الشعب بعد كل خيانة أكثر..! اليوم يستعيد الجيش الوطني والمقاومة وعلى رأسها قبائل حجور وعي الشعب ومقاومته للانقلاب بنهر من الدماء ثم يظهر خالد اليماني المفترض به حماية هذا النضال على رأس الدبلوماسية ليقول " عرضنا قضيتنا للمجتمع الدولي" ! من المجتمع الدولي سيادة وزير الخارجية: عمان والإمارات وقطر والكويت والسعودية والأردن والا تقصد إسرائيل؟ كان الحوثي يعسكر الناس بحجة إسقاط الجرعة ثم محاربة الانفصال ثم محاربة الإرهاب ثم محاربة ما يسميه العدوان السعودي وكلها مغالطة وراء مغالطة حتى انكشف أمره وهو يحثهم لقتال قبائل حجور فتردد الكثير عن المخاطرة وبعضهم تَرَكُوا السلاح، بل بعض المتحوثين انضموا مع القبائل لقتال الحوثي، فيأتي خالد اليماني وبحركة غبية منه كأنه يقول للقبائل : لا تتركوا الحوثي باقي الشرعية صديقة إسرائيل... كم بعض الحمقى يطعنون أوطانهم في لحظة حرجة بدون ادراك سوى تحمسهم مع زيارة البابا إلى أبوظبي! جلوس وزير الخارجية خالد اليماني إلى جوار رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو كشفت عن بوتقة مطبعين يريدون الجميع أن يفكر كما يفكرون... سيادة التافه المطبع: هذه سياسة خارجية لدولة اسمها الجمهورية اليمنية لا يرسمها خمسة أفراد مطبعين ولا حتى مليون بل يرسمها الشعب باستفتاء أو برلمان منتخب، وإذا كنت تعطي الحق لك أو لغيرك في التطبيع دون الرجوع للشعب وباستخدام الضغوط الخليجية كأمر واقع فإنك تعطي الحوثي مبرر الانقلاب وفرض الأمر الواقع دون الرجوع للشعب! احترموا دستور الجمهورية اليمنية كثابت من الثوابت والا لن يحترمكم أحد، فأنتم بتصرفاتكم الحمقاء تعطون نفسا جديدا للميلشيات!!