لابد أن نعرف أن لكل مرحلة عواطف ومشاعر وتفكير وأحلام, وعندما تنتهي تلك المرحلة تبدأ مرحلة جديدة ومشاعر جديدة وتفكير واهتمامات جديدة حينها إذا التفت للوراء ستقول لنفسك "كم كنتُ أخبل". فلابد أن تختار الأنسب والأصلح ليكون شريك حياتك, فالحياة ليست مجرد عواطف ولكنها في الأصل مواقف, والمواقف تصنع العواطف وليس العكس. فإذا تقدم للفتاة شاب تحبه ولكنه صعلوك لا يملك من حطام الدنيا شيء وليس له دين ولا خلق وآخر لديه وظيفة ومحافظ على الصلوات، فالأصح أن تخالف قلبها وتعصي هواها وتختار الثاني وإن كانت تحب الأول.. وكذلك الرجل لو وجد في قلبه حباً وميلاً لفتاة تتساهل في أمور دينها ولا تحفظ عرضها، فالأفضل له أن يخالف هواه ويختار من تستطيع رعاية بيته وحفظ عرضه وان لم يكن يحبها. قبل الزواج وبعده: ولا أجد أجمل من أبيات الشيخ الزهراني التي يصف فيها حال العشاق قبل وبعد الزواج قائلاً: قبل الزواجِ يكون المرء محترفاً على التي بهواها قلبهُ علقا لو أنها سألته حاجة لجرى كالسيل مندفقاً والسهم منطلقا وكم تبسم مسروراً بطلعتها وكم تنهد مشتاقاً وكم شهقاً وقد يغار عليها إن هي التفتت إلى سواه فيمسي باله قلقا يقضي النهار ولا شغل لديه سوى ذكرى الحبيب ويقضي ليله أرقا حتى إذا وهبته قلبها فغدا زوجاً لها وعلى صدق الولا اتفقا قلت محبته للحال وانقلبت بُغضاً ولم يبق من ذكر لما سبقا كأنما لم يطب نفساً بزوجته كلا ولم يقترن يوماً ولا عشقا فصار يشتمها ظلماً ويلطمها وربما وقت غيظ ٍ رأسها سحقا اقلُ حادثة منها تهيجه حتى إذا عارضت قولاً له حنقا يريد منها طعاماً إن تأخر عن ميعاده لحظةً في وجهها بصقا يغيب عن بيته ليلاً فيتركها وحيدة فتقاسي وحدةً وشقا اجلي اطبخي , كنسي ,هيا احملي ولداً فانه يقلق الجيران أن زعقا وهكذا تستمر الحال بينهما وربما بعد هذا كله افترقا المرء يطلب رزقاً ليس يملكهُ
أحلام القبيلي
حديث الحب 5 1181