"هذا هو الحب" هذه المقال كُتب خصيصاً للي مش عارف معنى الحب إيه.. ليس كل من دق قلبه، وتسارع نبضه، وتلهف للقاء، وأطال فيك النظر، وعشق من أجل عينيك السهر.. وقال فيك كلاماً يذيب الحجر يحبك.. وليس كل من قال أحبك يحبك.. فالحب ليس ادعاء، وليس كلاماً حلواً، ولا مجرد أحاسيس.. الحب الحقيقي يشبه الإيمان، هو: قول باللسان، وإحساس بالقلب، وعمل بالجوارح والأركان.. يقول الأستاذ/ أمين الصلاحي في كتابه أوهام الحب السبعة: "أحد أسرار الحب الكبيرة هو القدرة على التفريق بين الحب الراسخ والهوى العارض، وهو سر لا يهتدي إليه أكثر الناس، فليس كل هوىً يعبّر بالضرورة عن حالة حب حقيقية".. ومن أهم علامات الحب الحقيقي: الاهتمام والاحترام غير المتكلف، والحب اهتمام والاهتمام حب، فمن يحبك يهتم بجميع جوانب حياتك، الدينية والدنيوية، والاهتمام وقتٌ نعطيه لمن نحب، ولا يشغلنا عنه شاغل.. وقت نسأل عليهم ووقت نشاركهم أفراحهم ووقت نشاطرهم أحزانهم ووقت نستمتع به معهم.. قالوا: الحب ليس أن تحادثني حينما تكون متفرغاً، بل أن تصنع الفراغ من أجل محادثتي في عز انشغالك".. ومن يحبك يحترم رأيك ومشاعرك ورغباتك وحضورك وغيابك.. ومن علاماته: الوفاء والثبات.. "ثابت على حبك لا يمكن اتغير مهما يطول العمر با ظل لك وافي" الحب الحقيقي لا تغيره الظروف، قال كيبلر: الحب الحقيقي لا يتأثر بسوء المزاج، فمن يحبك يحبك في كل حالاته، وقالوا: أن تحبني يعني أن تحارب الظروف من أجلي لا أن تحاربني باسم الظروف.. ولا تؤثر فيه المسافات، يقول باولو كويلر: أحياناً يتجلى الحب في غياب الحبيب أكثر من حضوره..يقول شوقي: ابلغ حبيباً في ثنايا القلب منزله إني وإن كنت لا ألقاه ألقاهُ وأن طرفي موصولاً برؤيته وإن تباعد عن سُكناي سُكناهُ
ومن يحبك بصدق لا يفرط فيك أبداً.. "والله ما اترك غرامك لو يسيل الدم" ويقول سعدون جابر في أغنيته الشهيرة: "وحبيبي والله ما أبيعه ولو أعطوني كنوزك يا سليمانا"..
من يحبك بصدق لا تكتمل سعادته في غيابك، ولا يبالي بالآلام والمصائب في وجودك.. يقول الأستاذ فؤاد الحمد: " الشخص الذي تجد ارتياحاً نفسياً معه، وتشعر أنك على طبعك معه، ولا تجد أي مسوغ لإخفاء أخطائك عنه، اعلم انه من الممكن أن تجد الحب الحقيقي معه".. والحب الحقيقي لا يعرف المستحيل، يقول مكسيم غوركي: إن الجبل ينقلب وادياً في عين من يعمر الحب قلبه، وإن الإنسان حين يسعى وراء مخلوق يحبه تنقاد له الريح".. الحب الحقيقي لا يموت، هو يشبه طائر الفينيق الذي يخرج حياً من بين الرماد بعد احتراقه، إذا تصدع يقبل للترميم، وإذا غاب لا يطيل الغياب، وإذا مرض يستجيب للعلاج.. الحب الحقيقي لا يعرف القسوة وليس في أجندته الانتقام، فلو كان حب الزليخا حقيقياً لما أشارت بحبس نبي الله يوسف ولا أمرت بجلده.. وأهم الفروقات التي ذكرها الأستاذ أمين الصلاحي بين الهوى والحب: -الهوى يأتي فجأة، والحب ينمو باستمرار وكل نمو يتطلب بعض الوقت حتى يكتمل. -الهوى لا يقوى على تقدير الصفات والأخلاق وربما يقتصر على صفة واحدة، والحب قائم على تقدير صفات المحبوب وأخلاقه.. -الهاوي يحب من أجل الحب والمحب ذو علاقة بالمحبوب كشخص. -في الهوى يأتي العطف مبكراً وقد يذهب مبكراً وفي الحب يتزايد العطف يوماً بعد يوم. -الحب الحقيقي يبني ولا يهدم". وبقي لنا الحلقة الختامية لسلسلة دروس الحب.. فانتظروها غداً إن شاء الله تعالى