مسارات الحل السياسي في اليمن غير ممكنه، ما لم يتمكن اليمنيون من استعادة الأوضاع إلى ما قبل سيطرة الحوثية أولاً، وهذا لن يكون إلا عبر مقاومة شاملة. فالحوثية بطبيعتها وتركيبتها لن تقبل الحل إلا بكسرها، ولن يتحقق السلام إلا بتفكيكها كمليشيا وكهنوت سياسي، وإعادة بناء الإجماع الوطني عبر كتلة تاريخية. الحوثية لن تقبل أي حل خارج عقيدة الولاية، وخيارها الفوضى وخراب شامل لبلادنا، ورؤية بعض الأطراف الدولية جزء من استمرار جرائم الحوثية. حسابات خاطئة وقصور في فهم الحوثية وأهم الاستراتيجيات لمكافحة الإرهاب وكيفية تأمين المصالح الدولية في اليمن والإقليم؟ تمكن الحوثية من تعظيم مأساة شعبنا. تقوم الحوثية بحشد مقاتلين وإرسالهم إلى الحديد مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الانسحاب التي أعلنتها الأمم المتحدة! أي انسحاب بالإمكان الحديث عنه والتعزيزات المليشاوية مستمرة؟ والضمانات الأممية للشرعية لا نعلم طبيعتها ولا آلياتها وإذا كانت مبنية على وعود حوثية فستذهب أدراج الرياح. كما تعمل الحوثية على تدمير وعي اليمنيين باتجاهين: - برمجتهم بالولاية العنصرية لتفجير انقسامات وفرقة وتفجير صراعات دموية عدمية بين اليمنيين. - تنمية الكراهية والأحقاد ضد العرب والعالم لعزل اليمن عن محيطها والانفتاح على العالم. وفي الحالتين تنتج صراعات متعدد الأوجه لتخريب بلادنا. لم تعد الحوثية تحتمل استمرار الحرب والجبهات المضادة لها تتحرك بالحد الأدنى. تنقل مقاتليها من جبهة إلى أخرى وعمليات الحشد تتضاءل وتتحرك وسط ألغام اجتماعية وعسكرية وأمنية وسياسية تضع مستقبلها على كف عفريت. ماذا لو تحركت كافة الجبهات مع حراك قبلي مسلح؟ الحوثية ستهزم حتماً والمسألة مسالة وقت لا أكثر. الحوثية وضعها يزداد سوءاً ووضع مقاتليها أصبح من الرثاثة ما يجعل سقوطها يقترب. صحيح لديها كتائب مدربة لكن وظيفة هؤلاء حماية اللصوص وكهنة السطو. يدفعون بالمجندين إلى المحارق ويأخذون البعض إلى دورات تدريبيه ومع الوقت يجدون أنفسهم في الجبهات كالعميان، بينما قيادات حوثية ترتب أوراقها للهروب. والذين مع الحوثية عليهم أن يعلموا أنها ستهزم وسيلاحق كبار مجرميها ولن تتوقف معركة تحرير بلادنا من طغيان الكهنوتية العنصرية حتى يتم إسقاط أدواتها واستعادة جمهورية الأخوة والعدالة والحريّة وسننتقل بعد ذلك إلى حقبة من السلام والتنمية. مسألة وقت وستنهار منظومة الحوثية بالكامل. لذلك فإن إسقاط الحوثية يعني عودة الحياة الطبيعية واستعادة الدولة لدورها وتطبيع الأوضاع في كافة مجالات الحياة. مصلحة الأفراد والمجتمع التجار والعمال الموظفين والجيش والأمن والطلاب والمصلحة الوطنية ومصالح الداخل والخارج تقتضي بالضرورة هزيمة الحوثية وتجفيف منابعها.. ولا خيار ثالث إما اليمن أو الحوثية.
نجيب غلاب
لا أفق للسلام مع الحوثي 773