قلنا إن هناك صنفاً، من الناس شعارهم دائماً وأبداً " إن ابنك ضرب ابني أوفيتني وارضيتني، وإن ابني ضرب ابنك كل الجهال يتضاربوا".. وهذا- والله- ما يحدث في البيوت والحارات, بين الجيران والأقارب.. والصحيح أن الناس سواسية كأسنان المشط ولا فضل لأحد على أحد "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون".. والمثل اليمني يقول "حس كبدك, كبد غيرك مثلك" .. دولة المطففين: والطامة الكبرى أن التطفيف أصبح سياسة تنتهجها دول كبرى والكبير الله, وأنظمة عالمية تمارسها بكل وقاحة، فتكيل بمكيالين, ودائماً وأبدا كفة المسلمين عندهم مايلة.. فقتل امرئ في غابةٍ جريمةٌ لا تغتفر وقتل شعبٍ آمنٍ مسألة فيها نظر وفي دولة المطففين كاد كلب ضخم شرس أن يفتك بفتاة صغيرة, فتقدم رجل وتمكّن من قتل الكلب والشرطي يراقب الموقف, فقال له: غداً تصدر الصحف وفي صدر عناوينها إن بطلاً من نيويورك أنقذ فتاة صغيرة من موت محقق, فرد الرجل: ولكني لست من نيويورك.. فرد الشرطي: إذن ستقول الصحف إن بطلاً أميركياً أنقذ فتاة.. قال الرجل: لست أميركياً اصلاً , بل أنا مواطن باكستاني.. عندئذ تغيّرت ملامح وجه الشرطي فقال: لا بأس ستقول الصحف إن متطرفاً إسلامياً قتل كلباً بريئاً؟؟؟ حكم بني مطر في سوقهم: وقصة هذا المثل تقول إن أحد الأشخاص ذهب إلى سوق البقر في بني مطر، وحصلت مشكلة بينه وبين أحدهم وكان المخطئ صاحب بني مطر, لكنهم رجعّوا الحجة على صاحب الحق, فأصبح يضرب بهذه الحادثة المثل في الظلم في التحكيم.. وهذه الأيام لم يعد حكم بني مطر في سوقهم أمراً مستغرباً لأن الكل يمارسه، فالأب لا يرى إلا حقه ولا يعطي أبناءه من حقوقهم شيئاً والزوجة دائماً غلطانة حتى وإن كانت المعتدى عليها.. والمدرس والمسئول والتاجر وكلنا نمارس هذا الفعل الشنيع، بعلم وبدون علم، وبعض الطوائف والجماعات والأفراد إذا اعترفت بهم أميركا فهم شرعيون وإذا اعترفت بخصومهم، فهم عملاء مأجورون وأميركا لا تعني لهم أكثر من أنها الشيطان الأكبر.. وإذا كرمهم الغرب، فهذا فخر وعز وشرف وإذا كرم غيّرهم فهي شهادة على الخيانة والتبعية.. والأحزاب أيضاً تمارس التطفيف، فإذا كانت في السلطة دعت إلى السمع والطاعة لولي الأمر وإن جلد ظهرك وأخذ مالك, فإذا انتقلت إلى المعارضة أعلنت الدعوة إلى خير الجهاد عند الله تعالى " كلمة حق عند سلطان جائر"..
أحلام القبيلي
ويل للمطفيين 2 1039