هم المستقبل غالباً ما يفقدنا متعة الحاضر بكل ملذاته ونعمه، فلا يعود القلب- وقد شغله هم الغيب الذي مازال في علم الله تعالى- يستشعر نعم الحاضر التي تشمله من قمة رأسه وحتى أخمص قدميه، حتى إذا ما وصل إلى مبتغاه بكل مسئولياته تمنّى لو عاد به الزمن إلى الوراء ليحيي ما فات من عمره بطريقة أفضل.. فمتى نقضي كل مرحلة من حياتنا ونعيشها دون أن تتخطى حواسنا الدائرة التي تحيا فيها أجسادنا؟.. لماذا نصرّ على أن نُعذّب أنفسنا ونجعل أجسادنا تحيا في مكان وقلوبنا في مكان آخر ثم نقول ما هذه الحياة الضنكة؟ السعادة في الرضا: لو أنا نؤمن بالقضاء والقدر.. لو أن الرضا يملأ قلوبنا، لقضينا فترة البلاء وإن طالت بسعادة، فالسعادة كل السعادة في الرضا بالقضاء.. والله يبتلي العبد ليرى أيصبر أم يكفر؟ وإنما هذه الحياه متاع زائل، والله هو الضار النافع، وهو المقدم والمؤخر,, وله سبحانه في ذلك حكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه.. تذكر دائماً وأبداً.. لو علمتم الغيب لا اخترتم الواقع.. غير قدرك: إذا كان المقدر كالصخرة في موقعها، فلكل صخرة قوة تزحزحها من مكانها.. كيف ذلك؟ إن الله قد وضع لكل عبد من عباده فرصة لتغيير قدره بيده.. قال صلى الله عليه وسلم: لا يرد القضاء إلا الدعاء.. وقال صلى الله عليه وسلم: إن القضاء ينزل من السماء والدعاء يرتفع من الأرض فيتصارعان بين السماء والأرض، فأيهما كان الأقوى غلب. إذن.. اليد التي ستوضع على الخد حري بها أن ترتفع إلى السماء بقوة وإصرار لتزحزح بقوة الطلب صخرة المقدور الثابت.. وإليك هذه القصة: روي أن امرأة جاءت إلى موسى عليه السلام وقالت له: يا موسى ادع الله لي أن يرزقني بطفل، فلما سأل موسى- عليه السلام- ربه أن يرزقها الولد.. قال الله عز وجل: يا موسى إني قد كتبتها عقيماً.. ومرت سنوات ثم التقى موسى بتلك المرأة وبين يديها طفل تحمله.. فسألها موسى: ما يكون لك هذا؟ قالت: إنه ابني فعاد موسى إلى ربه يسأله قال: يا رب أو ليس كنت قد كتبتها عقيماً.. قال: يا موسى إني كلما كتبتها عقيماً قالت يا رحيم.. تذكر: "يستجاب للعبد ما لم يستعجل"
أحلام القبيلي
لا تصنع عذابك بنفسك 1016