تحل الذكرى الرابعة لما سمّي بعاصفة الحزم لدعم (الشرعية) في اليمن، والإمارات تعمل جاهدة من أجل تشكيل ما يسمى ( النخبة البيضانية) في محافظة البيضاء، بعد أن قامت بتشكيل أحزمة ونخب مماثلة في كل المحافظات الجنوبية وشددت قبضتها على تلك المحافظات- من خلالها- فلا يستطيع أي مسؤول حكومي كبير الدخول إلى أي محافظة هناك والتجوّل فيها إلا بعد أخذ الموافقة من الحاكم العسكري الإماراتي في عدن والذي بدوره يبلغ تلك الأحزمة أو النخب بالسماح من عدمه.. وبالطبع فإن على رأس المسؤولين الممنوعين هو رئيس الدولة نفسه وهو الذي جاءت الإمارات لدعم شرعيته.. كما تقول!! تأتي الذكرى الرابعة.. وموانئ اليمن وجزرها ومطاراتها ومنابع الطاقة بيد الإمارات. تأتي الذكرى الرابعة.. وقادة الشرعية- وأولهم رئيس الدولة- يعيشون في المنفى ولا يستطيعون العودة بسبب منعهم من الذين قالوا إنهم أتوا لدعم الشرعية. تحل الذكرى الرابعة .. ومساجد عدن ومنابرها تبكي على العشرات من أئمتها وخطبائها والذين تم تصفيتهم عن طريق القتل المباشر أو تصفيتهم داخل المعتقلات. ومن كتب الله له بالحياة من العلماء والدعاة وغيرهم من الشخصيات المهمة فرّ بجلده إلى خارج البلاد. تأتي الذكرى الرابعة.. ولا فرق بين عدن والضالع.. تأتي والمئات من الأمهات في عدن يفترشن الأرض يومياً أمام المعتقلات الإماراتية للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن وأقاربهن.. تحل الذكرى الرابعة.. وقد ازددنا فقراً وجوعاً وازددنا تشظياً وانقساماً بدعم وتخطيط من قبل من أتوا لإنقاذنا. تحل هذه الذكرى والمليشيات في المناطق (المحررة) تزداد يوماً بعد يوم، بدعم وتمويل من قبل (المنقذين)، والفوضى في كل مكان.. كيف كانت محافظة (سقطرى) قبل أربع سنوات وكيف هي الآن! وكذلك المهرة؟ تأتي هذه الذكرى والضربات (الخاطئ ) ضد جيش الشرعية في ازدياد من قبل من أتوا لدعمها!. خلال أربع سنوات- وعبر وسائل الإعلام المختلفة التي يمتلكونها والكُتاب الذين يدعمونهم- عملوا على تقبيح الجميل وتجميل القبيح.. شيطنوا من يخالفهم ومجّدوا من يوافقهم، تم إغلاق الأبواب أمام الكثير من الوطنيين، سواء كان هؤلاء في صفوف المكونات المختلفة أو من ضمن الشخصيات المستقلة، وفتحوها لمن يكونون تبعاً. بعد أربع سنوات.. الإمارات تحكم قبضتها على ما يقرب من 70% من ضمن الـ 80% من المساحة التي قالوا انهم حرروها.. تبني وتدعم مليشيات مسلحة وكيانات سياسية موازية لجيش الشرعية ومؤسساتها.. تفخخ المستقبل بكل الأساليب ليظل اليمنيون في صراع ومواجهات، بينما هي تتفرغ لحكم الموانئ والمطارات والمنافذ والجزر.. ومن عارض مشروعها يتم محاربته وشيطنته بكل الطرق ووصفه بالأوصاف المختلفة- كما هو الحاصل في تعز- التي رفضت الانحناء لهذا المشروع، ولن يتركوها بسهولة، فكلما سيتم أطفئ حريق هنا أو هناك داخل المدينة سينفخون فيه لتشتعل النار من جديد ويشعلون أخرى.. ومثلما يتم- أيضاً- شيطنة مارب وإبقائها تحت رحمتهم بوسائل مختلفة.. البيضاء سترفض الانحناء كذلك فقبائلها عريقة ورجالها أبطال لا يقبلون الضيم، فبعد التضحيات الجسيمة- التي قدموها- مستحيل أن يرضوا- بعد هذا كله- بوضع مصير محافظتهم بيد ضابط إماراتي يتحكم بمشايخهم وشخصياتهم وفي دخولهم وخروجهم وعبر أدوات من بني جلدتهم مقابل دراهم معدودة.. ثقوا يا أبناء اليمن بذلك، فالبيضاء رأيتها بيضاء على الدوام.. سجل يا تاريخ واشهد يا زمن.. أن هذا هو وضع اليمن بعد أربع سنوات من انطلاق عاصفة من قبل (العرب) لإنقاذ اليمن كما قالوا... ! هذا هو الوضع ومن قال غير ذلك فإنما يغالط نفسه.. نحن نخاطب من قالوا إنهم أتوا لإنقاذنا وبغطاء دولي.. ونخاطب الشرعية- المعترف بها أمام العالم وتحت رايتها يحدث كل ذلك في اليمن- نخاطبهم هم لا سواهم. تحية لكل من يرفع يده في وجه هذه المشاريع.. تحية لكل مسؤول ومكون يفعل ذلك ويقدّم مصلحة اليمن على مصالحه ولا بارك الله بمن عمل غير ذلك.. لا تيأسوا يا أبناء اليمن من لطف الله وعدله.. سيرحل الجميع ويبقى اليمن، سيرحل الجميع ويبقى التاريخ والتاريخ لا يرحم..
د.كمال البعداني
اليمن عشية الذكرى الرابعة لعاصفة الإنقاذ 1355