سألني أحد الأخوة من أنصار الانتقالي قائلاً: كنتم تنتقدوننا على رفع صور شيوخ الإمارات في عدن، وهاهم اليوم يرفعونها في تعز، فما هو الفرق؟ فقد أصبحنا في الهواء سواء؟ قلت له قبل أن أجيب على سؤالك، فلا بد أن تفهم جيداً أنني ضد رفع تلك الصور، سواء كان ذلك في تعز أو في عدن. أما الإجابة على سؤالك فبسيطة جداً.. أنتم ترفعونها في عدن وتثبتونها على لوحات عملاقة دائمة في الشوارع الرئيسية وكأنهم حكام البلد الأصليين وترفضون وجود صورة رئيس الدولة المعترف به والذي جاء هؤلاء إلى عدن عن طريق شرعيته.. وإن وجدت صورة له هنا أو هناك، فإنكم تسارعون إلى تمزيقها أمام الله وخلقه وتوثقون ذلك بالتصوير وكأنه عمل وطني. في عدن ترفعون تلك الصور مقرونة بعلم الإمارات في معظم أنحاء المدينة مع غياب كلي لعلم البلاد وإن وجد قمتم بتمزيقه والدوس عليه مع التباهي بذلك!! في عدن.. الكلمة الأولى هي للحاكم العسكري الإماراتي، سواء فيما يتعلق بالدخول إلى المدينة عن طريق البر أو الجو أو بخصوص الوضع الداخلي في المدينة. في عدن.. ترفعون الصور والأعلام الإماراتية والمعتقلات الإماراتية هناك ممتلئة بأبناء عدن وغيرهم. في عدن.. وتحت العلم الإماراتي وصور شيوخ الإمارات.. منعتم رئيس الدولة من دخول المدينة وبتوجيهاتهم حاولتم اقتحام (المعاشيق)، حيث مقر رئيس الحكومة وبتوجيهاتهم- أيضاً- توقفتم عن ذلك!! أما بخصوص تعز.. ففي تعز تم رفع تلك الصور على لوحات قماشية من قبل المتظاهرين ولساعة من الزمن فقط لتوجيه أكثر من رسالة كما قالوا.. وعندما فعلوا ذلك كانت صورة (هادي) تتربع في المنتصف، وعندما فعلوا ذلك كان العلم اليمني يرفرف في كل أرجاء المدينة. في تعز.. الكلمة الأولى فيها هي كلمة يمنية.. في تعز.. تم تغيير أكثر من محافظ، فلم تغلق بوابة المحافظة أو ينزل من أسوارها العلم اليمني. في تعز.. لا تجد علماً غير العلم اليمني.. في تعز.. تم تغيير قادة محاور وقادة ألوية ووحدات عسكرية وأمنية، فتم الامتثال للأوامر.. وفي عدن صدر قرار بتغيير المحافظ الموالي للإمارات، فتم إغلاق مبنى المحافظة ومازال مغلقاً حتى اليوم، وصدر قرار بتغيير قائد عسكري في مطار عدن فتحركتم ومعكم الأباتشي الإماراتية والأعلام الإماراتية لمنع ذلك.. في عدن- واستناداً إلى القوات والصور والأعلام الإماراتية- منعتم رئيس الدولة- المعترف به أمام العالم- من العودة إلى عدن، بينما لو قرر العودة إلى تعز لخرجت نفس الجموع التي خرجت في الأمس لاستقباله، رغم خذلانه لتعز.. ومع ذلك لن يسمح له التحالف بذلك.. فهل فهمت يا صديقي ما هو الفرق؟ ومع هذا أقولها وأكررها.. أنا ضد رفع تلك الصور أو أي صور لزعامات أخرى غير يمنية وفي أي مدينة يمنية كانت، مهما كانت المبررات..