سرطان خبيث هاجمها من عدة جهات… أصيبت بسرطان بالغدد اللمفاوية، وسرطان النخاع الشوكي، وبدأت رحلة العلاج القصيرة… ذهبت لزيارتها وهي طريحة الفراش، رأيت جسدها قد ازداد نحولاً، حتى لم تعد تستطيع المشي على قدميها… لا تستطيع النوم على ظهرها أو بطنها أو الجلوس بشكل طبيعي… كل ما تستطيعه هو الجلوس على جنب واحد لا تغيره… ورغم آلامها إلا أن البسمة لا تزال مرسومة على شفتيها، والحنان يشع من عينيها، وحديثها لم يتغير، فمازالت تحدث زوارها عن حب الله تعالى، وعن الحلال والحرام، وتواظب على سماع محاضرة الشيخ القرني (لا تحزن).. وفي الساعات الأخيرة من حياتها رأيتها وهي تعالج سكرات الموت "اللهم هوّن علينا سكرات الموت"… عيناها شاخصتان شهيق وزفير وكأنها تتنفس من خرم إبرة، هكذا يوماً كاملاً… كل ما تستطيع فعله هو رفع إصبع السبابة كلما ذكرنا أمامها لا إله إلا الله… قال خالها الذي لازمها قبل الفجر: إنها لما سمعت صوت المؤذن ينادي للصلاة رفعت إصبعها، وصلت به… ماتت بعد الفجر - رحمها الله تعالى - وحضرت غسلها وتكفينها.. ولما جاءت إحدى صديقاتها لرؤيتها كشفنا الغطاء عن، وجهها، فو الله ثم والله إني رأيتها مبتسمة… ولطالما سمعت المشائخ يتحدثون عن علامات حسن الخاتمة التي رأوها على بعض الموتى، وكنت أقول مبالغات، لكنها ماتت وهي مبتسمة… ماتت ولم تمت أفعالها الطيبة… ماتت ولم تمت آثارها الزاكية… ماتت ولم تمت لمساتها الحانية… ماتت وسيرتها في قلوبنا باقية… إضاءة : والناس صنفان موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء اللهم ارحمها رحمة واسعة، وأجزها عنا خير الجزاء Alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
ارزقنا حسن الختام 1127