يخطر لي سيف الحاضري.. هذا الإنسان القبيل، الصاحب الجيد، والصحفي الذي علق في عدن، لا يدري كيف يقسّم نفسه بين الهروب من مخاطر التواجد في نطاق سلطة لا ترى فيه غير الشمالي، ومخاطر تنتظره في صنعاء في حال فكّر في العودة. كان الحوثيون قد صادروا أصول الصحيفة في صنعاء، فهرب إلى عدن، لتقوم سلطات المجلس الانتقالي بإحراق المطبعة. سيف يبحث عن تعويض من الشرعية الهاربة ومساواته بباشراحيل الأيام. هو يدرك أن باشراحيل حظي بالتعويض مراضاة لكونه جنوبياً ومن سلطات تحاول إثبات اللا مناطقية، ويتجّول سيف مثقلاً بعلاقته التي كانت بالجنرال/ علي محسن، باحثاً عن المساواة. هو يجسّد مأزق الوجود بلا إقليم ضامن لحمايته ولا شرعية تمنحه العدالة، مأزق الشمالي الذي يبحث في الجنوب عن أمان متعذر والصحفي الذي يبحث في الشرعية عن ضمير وإدراك لمهمة ودور الصحافة ويفكّر في مأرب بوصفها ملاذاً محتملاً. مأزق شمالي يريد مساواته بجنوبي من شرعية مناصفة بين شماليين لا يريدون العودة لصنعاء وجنوبيين لا يريدون العودة لدولة الوحدة، ومتفقين على هذا، ويقتسمان مواردها بمساواة وحدوية ناجزة، بينما تبحث الهوية الوطنية عن إقليم لا يزال يمنيا تماماً أقل لك يا صديقي: ارسل لعلي محسن هذا البيت من شعر البردوني: أبوك أضاع يا أبتي حماه،، وأنت وحمير ضيعتماني
د. طالب محمود ياسين الخفاجي
مأزق شمالي يريد مساواته بجنوبي! 814