الشعب اليمني هو أقل الشعوب انتماءً لوطنه، وبالتالي أقلهم ولاءً، فلا تكاد تجد يمنياً إلا وهو متذمًر... ويعيش على حلم الخروج من هذا الوطن، حلمه الأكبر الحصول على "فيزا" أو تأشيرة ويصبح مغتربا..ً لا تقولوا: بسبب الأوضاع المتردية، ولا الأحوال الاقتصادية، والنظام السابق، أو النظام اللاحق، ولا حتى بسبب الحرب، فهذا هو حال اليمني حتى في أزهي وأرقى عصوره، " فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا".. قالوها أيام كانت لهم جنتان عن يمين وشمال.. ولما علم عمرو بن عامر بقرب خراب ودمار سد مأرب لم يبحث عن حل لإنقاذ البلاد، ولم يهتم إلا بأمر نفسه وأسرته، فدبر مكيدته ورسم خطته، واتفق مع أصغر أبنائه على أن يلطمه أمام الناس، ثم يأتي دوره ليقول " لا أقيم ببلد لطم وجهي فيها أصغر ولدي" ثم باع أمواله وأملاكه ورحل دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه أرضه وأبناء بلده.. ولاء اليمني لمنطقته وقبيلته وأسرته أكبر وأعظم وأجل من ولائه لوطنه.. ولاء اليمني لحزبه والدولة الخارجية التي تدعمه حسياً أو حتى معنوياً أكبر وأعظم وأجل من ولاءه لوطنه.. ولاء اليمني للأشخاص والجهات أكبر وأعظم وأجل من ولائه لوطنه.. وإذا قل الانتماء للوطن، غاب الولاء وحضرت الأنانية والمصالح الشخصية والحزبية والمناطقية والمذهبية والطائفية والقبلية.. وتمزقت الروابط الاجتماعية، وسادت البغضاء، والتمرد، والعنف، واشتعلت الفتن، وينقسم الشعب ويصبح مرتزقاً لأي جهة توفر له لقمة العيش قال تعالى في سورة سبأ ( ومزقناهم كل ممزق).. أقول هذا الكلام لكي نضع يدنا على الداء فنبحث عن الدواء وتسود العافية
أحلام القبيلي
لا انتماء ولا ولاء.. 1181