للشيطان أعمال وعادات في شهر شعبان، لم تختلف ولم تتغير في الجاهلية والإسلام، وهو الشهر الثامن من السنة القمرية، يأتي بعد رجب وقبل رمضان.. وكانت تسمية هذا الشهرِ كباقي الشهورِ في عصرِ ما قبلَ الإسلامِ، وفيه ينشط الشيطان على غير عادته طوال العام، "وينشغل شغل نظيف ومُتقن". "والشيطان وأتباعه- كما تعلمون- ذو همة عالية، لا يكل ولا يمل، ولا يهدأ ولا يستكين".. فنلاحظ أن المشاكل والخصومات والنزاعات، والخطايا والسيئات تكثر في هذا الشهر.. قبل الإسلام كان السبب شهر رجب، وقد كانت القبائل تقعد عن القتال فيه لأنه من الأشهر الحُرم، فينشط الشيطان في شعبان ليعوض ما فته.. وقد سُمِّيَ هذا الشهرُ بشعبانَ لتشعب القبائل العربية وافتراقها للحرب بعد قعودها عنها في شهر رجب، حيث كانت محرمة عليهم. " طبعاً كان الجاهليون يعظمون الأشهر الحُرم أكثر من تعظيمنا نحن المسلمون حالياً"... وبعد الإسلام كان شهر رمضان هو السبب.. ولأن الشيطان يعلم أن شياطينه ستصفد شهراً كاملاً، فيعمد على تعويض ما سيفوته من الشر في رمضان، فيوحي إلى أعوانه وأصدقائه من شياطين الإنس أن اجتهدوا في إنتاج المسلسلات والبرامج والفوازير وكل ما يشغل الناس عن العبادة، واحتكروا البضائع وارفعوا الأسعار، لينشغل الناس بلقمة عيشهم عن استشعار روحانية الشهر الكريم.. كما أن في شهر شعبان ترفع أعمال العام كما ذكر النبي- محمد صلى الله عليه وسلم-.. فعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: قُلْت: يَا رَسُول اللَّه، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان, قَالَ:" ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان, وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ". فيعمد الشيطان إلى إشعال الفتن، وإذكاء نار الخصومات، وافتعال المشاكل، حتى تتقطع الأواصر، وتحل البغضاء والقطيعة بين الناس، فلا يُرفع لهم عمل صالح، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين كما قال المصطفى- صلوات ربي وسلامه عليه.. فخذوا حذركم.
أحلام القبيلي
أحوال الشيطان في شهر شعبان 2104