الحياة دروس، ومشكلتنا الأبدية مع الحياة ودروسها أننا لا نفهم أهم وأعظم هذه الدروس إلا في وقت متأخر، وربما بعد فوات الأوان.. كما أننا لا نستفيد من تجارب السابقين ولا من نصائح الأولين ولا بد أن ندفع الفاتورة من أعمارنا، ومشاعرنا، وسعادتنا، وراحتنا، وصحتنا، وأموالنا، وربما أولادنا: - لا تفهم أن العناد والغيرة الزائدة تدمّر الحياة الزوجية إلا بعد أن تعود إلى بيت أبيها مطلقة. - لا يفهم كيف يحسن الاختيار إلا بعد سنين طويلة من العذاب والعناء مع زوجة غرهُ جمالها مع علمه بقبح فعالها. - لا يفهم قدر الأم وأنها نعمة لا تعوض إلا بعد أن يفقدها، وأن الأب باب من أبواب الجنة إلا بعد أن يوصد. - لا تفهم أن الحب خارج أطار الزواج وهم وعذاب وفخ شيطاني، وأن الحبيب المزعوم ماهو إلا ذئب بشري، إلا بعد أن تفقد أعز ما تملك. - لا يفهم درس" كيف تستمع بحياتك" إلا وقد رحل الشباب وحل المشيب وانقضى العمر ودنا الأجل. - لا نفهم معنى الحب الحقيقي إلا وقد ماتت قلوبنا من كثرة الخيانات والخذلان. - لا يفهم أن الصاحب ساحب إلا وقد خسر سمعته ومكانته ودينه ودنياه بسبب أصدقاء السوء. - لا نفهم أن الحياة " ما تستاهلش " وأنها متاع الغرور، وأنها فانية، وأنها ممر وليست مقر، إلا ونحن على فراش الموت. قال تعالى( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت).. وقال تعالى (أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرةً فأكون من المحسنين).. والحياة لا تعطي دروساً مجانية، فلابد أن تدفع الحساب، وبعض الدروس ثمنها غالٍ جداً وتكلفتها باهظة.. فقد تدفع عمرك أو نصف عمرك لتفهم أنك أسأت الاختيار.
أحلام القبيلي
الحياة دروس 1147