بطبيعتي لا أتحدث عن الأفراد، لكن ما سأقوله الآن هو جزء من تاريخ، فقد اتصل بي- ذات يوم- عام ١٩٩٢ مباشرة بعد انتهاء إحدى جلسات مجلس النواب، الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح، يعاتبني على أنني لم أعط الكلمة لعضو المجلس يومها الأستاذ/ يحيى الراعي، بعد مشادة حدثت معه . لم أعلق على حديث الرئيس صالح يومها.. لكن هذا الاتصال جعلني أشعر بحجم الرعاية التي كان يعطيها صالح ليحيى الراعي، وهو ما أثبتته الأيام بعد ذلك على نحو جعل الراعي في الصف الأول بين رجالات الحكم. تذكرت ذلك يوم أمس وهو يقلد المشاط- أحد الذين تلطخت أيديهم بدم صالح- رتبة مشير في القوات المسلحة. ولما كان الراعي غير ذي صفة في مسرحية التقليد تلك، لكن الإخراج على ذلك النحو وعلى يد أبرز رجال الرئيس صالح، لها دلالات لا تخفى.. ولا أعتقد أن الأخ يحيى الراعي يجهلها، ولا شك أن التاريخ سيتوقف أمام كثير من الأدوار المشابهة. لا بد من الإشارة هنا إلى أنني أحترم الأخ يحيى الراعي ولا أقصد الإساءة إليه.
د.ياسين سعيد نعمان
عن صالح والراعي 1350