كتب الأستاذ الدكتور/ علي الحمادي، في كتابه مقاومة المقاومة بعنوان "دع القدر يخرج بخاراً" وإليكم مخلص ما كتب: "إن للكبت وعدم ترك المجال للتنفيس خطورة كبيرة إذ يتحول هذا الكبت إلى حقد وحسد وترصد.. لذلك فإن الكثير من الأنظمة الديكتاتورية إذا وجدت أنها زادت الضغط على شعوبها تترك لهم مجالاً للتنفيس.. وذلك عن طريق الإيحاء للمعارضة كي تنتقد أو السماح للخطباء بأن يعارضوا، بل إن بعض الأنظمة تتفق مع الممثلين على تمثيل بعض المسرحيات أو المسلسلات الناقدة للحكومة وذلك من أجل التنفيس على الشعب كي لا ينفجر، وهنا يترك المعارض يبدي رأيه ويتكلم ويخرج ما في صدره كي يرتاح ويشعر أنه أدى ما عليه من واجب.. فيركن إلى السكون والخمود وهذا أسلوب نفسي معروف وممارس". فهل تعي الأنظمة العربية الدرس وتتخلى عن منطق الرياح، وقدر رأت بعينها أن العنف لا يولد إلا العنف. لا للعنف، لا لتكميم الأفواه، لا لتقييد الحريات، لا وألف لا، نعم لمصلحة الجميع وليس لمصلحة طرف واحد.. إن الضغط يولد الانفجار، والكبت يجعل الشخص ينحرف عن المسار، والعنف يخلق الأشرار والثوار. قصه قبل العنف: حدث نزاع بين الرياح والشمس, وكل منهما يدعي أنه الأقوى، فقررتا أن تتسابقا في إجبار رجل مسافر على التجرد من ثيابه, والذي تنجح في تحقيق ذلك تعترف للأخرى بأنها الأقوى. المحاولة الأولى كانت للرياح التي هبت بعنف لتنزع الثياب عن الرجل، لكنه تمسك بقوة بثيابه, كررت الرياح المحاولة مرة أخرى بطريقة أكثر عنفاً, فما كان من الرجل إلا أن تمسك بثيابه وبكل قوة، وأعلنت الرياح الاستسلام. وجاء دور الشمس في البداية أشرقت الشمس بدفئها المعهود, فقام الرجل بخلع سترته الفوقية, ثم اشتدت أشعة الشمس.. فقام الرجل بالتخلي عن إزاره الداخلي, واشتدت أكثر فأكثر.. فاتجه الرجل إلى البحر كي يستحم وتجرد من كل ثيابه. فلماذا لا نطبق منطق الشمس ونتخلى عن منطق الرياح؟ Alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
دع القِدر يخرج بخاره 1032