قال النبي- صلى الله عليه وسلم- :" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". أي لن ينتفع الإنسان بصيامه ما لم يكف نفسه عن أذية الناس، وعن ظلمهم والاعتداء عليهم ولو صام مائة عام. وقول الزور في الحديث لا يقصد به شهادة الزور، بل يقصد به كل قول باطل، من كذب ونفاق وقذف وسباب وشهادة زور وغيبة ونميمة وكل ما يؤذي المسلمين. وقد شُرعت العبادات كلها لتزكية النفس، والارتقاء بها وليس لمجرد أدائها. وقد ذُكر للنبي محمد- صلوات ربي وسلامه عليه- امرأة تقوم الليل وتصوم النهار ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال: هي في النار!! فما بالكم بمن يؤذي الناس بيده وسمعه وبصره! وما بالكم بمن يؤذي الناس بنفوذه وسلطته وقوته! وما بالكم بمن يقتل أو يحرض على القتل! يؤذي الناس في أموالهم وأعراضهم ودينهم! وما بالكم بمن يحتكر السلع الأساسية ليضيق على الناس معيشتهم! وما بالكم بمن يرفع الأسعار! وما بالكم بمن يأكل حقوق الآخرين! أتراه سينتفع بالصيام والقيام؟! هل سيكون من أهل باب الريان؟! هل سينال مغفرة الرحمن في شهر رمضان؟! لا ورب الكعبة لن يحدث من ذلك شيء، مالم يكف أذاه عن خلق الله، ولتعلم أن الحسنات في شهر رمضان مضاعفة وكذلك هي السيئات. لتنال أجر الصيام، كف أذاك، ورد المظالم..
أحلام القبيلي
هو في النار 1042