قبل أن أبدأ كلامي أرجو من إخواني التماس العذر لاستخدام بعض التسميات والمسميات "كالأخدام " ولكن للضرورة أحكام".. ليسمح لي إخواني المهمشين أن أهمس في آذانهم بهذه الكلمات التي طالما تمنيت أن أقولها لهم ويفتحوا لها مسامع قلوبهم، ويقبلوها من أخت تتمنى لهم كل الخير.. إخواني.. تشكون من التهميش والتمييز العنصري وهذه شكوى باطلة.. والدليل.. أنكم لم تمنعوا من دخول المساجد، ولم يحرم عليكم التداوي في المستشفيات والتسجيل في المدارس و الجامعات والمشاركة في الفعاليات.. أما قضايا الزواج والمصاهرة، فهذا التمييز لا يمارس ضدكم فقط بل يمارسه بعض الناس ضد غيركم بحجة أنهم غير قبائل وإن كانوا من أصحاب البشرة البيضاء وفي أعلى المراتب العلمية والعملية.. وما عدا ذلك.. فأنتم السبب وليس المجتمع.. فالمرء حيث يضع نفسه, وقد وضعتم أنفسكم في هذا المكان، بسبب أفعالكم وممارساتكم التي لا تقبل من أي شخص كان أبيضاً أم أسوداً.. هل سألتم أنفسكم لماذا يقول المثل "جازع الخادم ولا تأكل معه"؟ السبب هو انعدام النظافة الشخصية, فالكثير منكم يحتاج إلى وايت من الماء لإزالة كمية الأوساخ الملتصقة بجسده وملابسه.. وأعرف عائلات من أصحاب البشرة السوداء يحضون باحترام الجميع ويأكل معهم ومنهم الغني والفقير بسبب نظافتهم.. وإذا كنتم تعتقدون أن اللون الأسود هو سبب ابتعاد الناس عنكم فقد أخطأتم فأخواننا السودانيون محط احترام العالم، ولا يمثل سواد بشرتهم أي عائق، فهم المعلمون والأطباء والشعراء والدعاة والمشائخ والطباخون.. وبلال الحبشي- رضي الله عنه وأرضاه- مؤذن الرسول- صلى الله عليه وسلم- أول من اعتلى الكعبة المشرفة.. وهو خير من سادات قريش الذين لم يؤمنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. أنتم من همشتم أنفسكم بسلوكياتكم التي تجعل الناس ينفرون منكم بسبب تجاوزكم الحدود المتعارف عليها بين الناس.. مثل اختلاط الرجال بالنساء ودخول وخروج النساء متى تشاء, وعدم تأدية فروض الصلاة حتى لا نكاد نراكم في المساجد, وحتى في شهر رمضان المبارك نجد شريحة كبيره منكم لا يصومون.. ويقول الناس " يقشع مثل الخادم" أي يقتلب عليك فجأة" دون أن يراعي العيش والملح.. ولماذا قبل بعضكم أن يكون أداة لتنفيذ الجرائم, فإذا أراد البعض الانتقام من عدو أو من شخص يكرهه، سارع للبحث عن خادم ينفذ له ما يخشى أن يرتكبه هو قائلاً: " سأرسل له خادم يعمل لأبوه خبطه ما يقوم بعده".. وهل الخادم خارج نطاق القانون ؟ وهل الخادم خارج قانون العقوبات الإلهية والشرائع السماوية، حتى يقبل أن يكون أداه لتنفيذ الجرائم صغرت أم كبرت؟ إن كان ما يقال عنكم صحيح فاعلموا أنه سبب تهميشكم، وإن كان زورا وبهتانا، فما عليكم إلا أن تبينوا للناس خطأ ما يعتقدون.. هذا هو الميزان: يقول تعالى" إن أكرمكم عند الله اتقاكم" وقال صلى الله عليه وسلم " لا فضل لعربي على أعجمي ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى" فالتقوى هي معيار المفاضلة بين جميع الخلائق. وحتى في الموازيين الدنيوية لا اعتبار للون والجنس فبالعلم والأخلاق يرتقي الإنسان وترتفع مكانته بين الناس. وقد حكم أوباما العالم بلونه الأسود . Alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
نقطة نظام للمهمشين والأخدام 1171