ماهو حاصل في عدن ومحافظات الجنوب إنقلاب عسكري كامل الأركان.. وما يقابله من صمت للشرعية، رئاسة وحكومة، مخزٍ ولا مسؤول وليس بريئاً وتواطؤ كامل الأركان.. إما بقاء الحكومة في عدن، بشكلها الرمزي، فليس سوى تغطية لواقع سيطرة الإنقلاب على كل مؤسسات الدولة.. إنقلاب الزبيدي هو إنقلاب محظوظ، سيطر على كل المؤسسات وترك المنقلب عليه يديرها برمزية مهانة وذليلة ومستسلمة وقابلة للطرق والسحب، يقابلها إلتزام هذه الشرعية بدفع رواتب موظفي المدن، التي يسيطر عليها، وفوق ذلك يحمّلها مسؤولية الخدمات.. يا لحظ هذا المناضل الإماراتي ، فكل الطرق تؤدي إليه وتعلي من شأنه.. الإنقلاب في الجنوب تم وأصبح أمراً ناجزاً، وسماجة الحضور لحكومة الشرعية الرمزي، صار أمراً غير مقبول ومرفوضاً، بل إنه يدعو للرثاء.. ولا أدري إلى متى سيستمر التعامل مع هذا الشعب بإستخفاف من قبل قيادة الشرعية الأعجز من أن تكون شيئاً يذكر، رغم ما لديها من ممكنات التحوّل الكبير لتعبّر عن وجودها وحضورها الحيوي الذي تتسبب في تحجيمه حتى لا يكاد يكون له معنى. قبل ثلاث سنوات، كان بالإمكان تفادى ما تم بأقل التكاليف ولَم تقم الشرعية بشيء.. وقبل عامين كان بالإمكان أن تقوم بشيء، لكنها تخاذلت وبكلفة أرفع من التي كانت ستقدمها قبل ثلاث سنوات.. وهكذا دواليك.. يجلبون لنا الكوارث من كل بقاع الأرض، ويطالبونا بالصبر.. جلبوا لنا الحوثي هذا الأحقر على وجه الأرض، وقالوا لنا شراكة وحوار ودستور جديد.. جلبوا لنا الكارثة المبعوث الأممي بن عمر، قام بكل ما يمكن أن يمهّد لسقوط الدولة والمؤسسات، ويمهد لسقوط محافظات شمال الشمال حتى صنعاء.. فتحوا الأبواب لتدخل كل السفراء، لم يستثنوا اَي سفير حتى سفير شقيقتنا الصومال.. سلموا قرار هذا البلد لمجموعة سفراء الدول العشر.. ومنها وإلى اليوم يتقاسم السفراء هذا الوطن أقاليم ومحافظات.. لدينا وطن نعمل على إستعادته وإستعادة الدولة المغتصبة، ومعركتنا وجودية مع الإنقلاب الحوثي، لكن أبتلانا الله بقيادة كارثية لا تدرك مخاطر القادم إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس، وفي نفس الوقت لا تترك الآخرين الأحرار من أبناء الوطن يعملون من أجل تحرير هذا الوطن.. قيادة لا يعنيها الجرحى ومعاناتهم، ولا يعنيها أسر الشهداء، ولا يعنيها ما يعانيه ذلك الجندي البطل المغوار في جبهات القتال، ولا يعنيها تصدير النفط ولا فتح المطارات والموانئ ولا يعنيها عودة المواطنين العالقين في الخارج إلى وطنهم معززين مكرمين، ولا يعنيها مواجهة تزايد نزوح المواطنين، ولا يعنيها أن يموت الأطفال في المخيمات، إما جوعاً أو من البرد الشديد أو من ارتفاع درجة الحرارة.. لا يعنيها أن يتحول الوطن إلى سجن كبير للشعب، يحاصره الموت بقذائف ورصاص الإنقلاب الحوثي شمالاً، وقطاع الطرق جنوباً والميليشيات المسلحة الإرهابية شرقاً وبينهما- جميعاً- قطاع الطرق ولصوص المنظمات الإغاثية الدولية.. هو الموت وحده يطارد اليمني في وطنه.. وأفضلنا حالاً داخل هذا الوطن يموت قهراً من عبثية ما يجري و اللامسؤولية لهذه الشرعية رئاسة وحكومة.. لم نخسر معركتنا مع الإنقلاب الحوثي ولن نخسرها، لكننا أُبتلينا بقيادة محنّطة، ليس لديها ولا تمتلك أدنى شعور بالمسؤولية، فهي تعيش عالم إفتراضي، غير عالمنا الذي نعيشه نحن في الداخل.. يا هؤلاء لستم قدراً منزلاً علينا، ولن نقبل أن تكونوا خيارنا الأوحد.. هذا الشعب الجبار- الذي يواجه أبشع إنقلاب على دولته وجمهوريته ووحدته- لن يطول صبره عليكم، فقد بلغت الحلقوم، فإما حياة تسر الصديق... وإما ممات يغيض العداء.. إما أن تتحملوا مسؤوليتكم وتعودوا لقيادة معركتنا الوجودية، أو إرحلوا غير مأسوف عليكم كما رحل من كان قبلكم من كانوا شراً مستطيراً على وطن وانتهوا في مجاهيل الزمن .
سيف محمد الحاضري
إلى الفخامة والمعالي بلا تحية 1343