اشتريت من السوق أغراضاً كثيرة، وعند خروجي من البقالة استوقفني طفل بيده روشتة دواء، أعطيته مائة ريال.. نظر إليّ نظرة حزن ممزوجة بعتاب، وكأنه يقول اشتريتي كل هذه الأغراض بآلاف الريالات وتعطيني مائة ريال.. أخذها ومضى في طريقه. ولما وصلت البيت تذكرت نظرة ذلك الطفل المسكين. بل ما زلت أتذكرها كل يوم وأشعر بوجع وألم وتأنيب الضمير، وتذكرت قول الله تعالى " يا أيها الذين أمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض". ما لنا ننفق الآلاف المؤلفة من الريالات في شراء الكماليات، وإقامة الحفلات والعزائم بما يكفي إطعام عشرات بل مئات الأسر المحتاجة فإذا دعينا أو طلب منا صدقة اثاقلنا وتثاقلنا واستثقلنا.. ونردد الأسطوانة المشروخة التي لا يطرب لها إلا إبليس.. مابش معانا حالتنا حالة وصاحب القلب الرحيم منا هو من يتصدق ببعض الريالات أو المئات في أحسن الأحوال بل وتخرج ثقيلة على النفس.. قال تعالى " أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل".
أحلام القبيلي
اثاقلتم إلى الأرض 1466