منذ ما يقرب من مائة عام والعرب يشرحون لأبنائهم في المناهج الدراسية وفي المنتديات الثقافية. كيف تم خداع العرب عبر اتفاقية (سايكس بيكو) في شهر مايو عام 1916م، أثناء الحرب العالمية الأولى؟. وقد جرت تلك الاتفاقية بين فرنسا وبريطانيا وبمصادقة من روسيا القيصرية وإيطاليا. ونصت الاتفاقية- التي بٌنيت على فرضية هزيمة الدولة العثمانية في تلك الحرب، وبالتالي يتم اقتسام نفوذها في الوطن العربي بالذات بين بريطانيا وفرنسا، وهو ما حدث بالفعل- رغم الوعود التي قطعوها للعرب بمنحهم الاستقلال وإقامة دولة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج بزعامة الشريف حسين حاكم مكة، والذي كان قد ثار على العثمانيين في شهر يونيو من العام 1916م بموجب الاتفاق مع بريطانيا.. وقد أطلق عليها في كتب التاريخ (الثورة العربية الكبرى) وهي في الواقع الغفلة والسذاجة العربية الكبرى، بعدها تم تقسيم الوطن العربي إلى دويلات متعددة ذات حدود، وتم تسليم فلسطين لليهود بموجب وعد بلفور الذي صدر عام 1917م.. خلال المائة العام المنصرمة لا يخلو كلام الحكام والكتّاب العرب من ذكر المؤامرة والخديعة الكبرى التي تعرض لها العرب في اتفاقية (سايكس بيكو).. وهاهم حكام العرب وفي شهر يونيو كذلك (التي قامت فيه الثورة العربية الكبرى)، وبعد اكثر من مائة عام على تلك الاتفاقية يُساقون إلى العاصمة البحرينية المنامة لحضور (سايكس بيكو) جديدة.. ولكن ليس لتقسيم الوطن العربي الذي سبق تقسيمه، بل لتقسيم فلسطين وتسليم القدس رسمياً لليهود، تحت مسمى (صفقة القرن). فماذا ستقول الأجيال القادمة؟
د.كمال البعداني
العرب بين سايكس بيكو 1916م و2019م 1370