ما وجدت قوماً ولا حزباً ولا جماعةً حتى الإسلامية منها يعملون بهذا التوجيه الرباني العظيم (لا يجرمنكم شنئان قوم على إلا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).. أي لا تدفعكم كراهيتكم على عدم العدل، كونوا منصفين مع أعدائكم وخصومكم.. وهو العدل في الغضب والرضا.. بل وللأسف يعملون عكسه تماماً، حتى يخال لك أن الدين أمرهم بذلك.. والطامة الكبرى هو ظنهم أنهم بذلك يخدمون قضيتهم، وينصرون دينهم.. ووالله ما زادهم هذا إلا بُعداً عن الناس، وفقدوا- بسبب ذلك- مصداقيتهم واحترام الناس لهم، فكل خصم لهم شيطان وإن كان ملاكاً طاهراً، وكل من يواليهم ملاك طاهر وإن شيطاناً رجيماً.. وعلى مستوى الأفراد والعلاقات الشخصية، ما أن تحدث بينك وبينه خصومة حتى ينسف كل تاريخك المشرق، وبزلة واحدة ينسب إليك كل القبائح والمعايب حتى ثقب الأوزون. كونوا منصفين ولو على أنفسكم.. كونوا منصفين من أعدائكم.. قل للمخطئ أخطأت ولو كان أبوك أو أمك.. قل للمصيب أصبت ولو كان خصمك.. لا تشيطنوا من تكرهون ومن يخالفكم الرأي.. ولا تلبسوا من تحبون لباس الملائكة وإن كانوا شياطينا.. كونوا منصفين وأنتم تنقلون الأخبار.. كونوا منصفين وأنتم تكتبون التاريخ.. كونوا منصفين وأنتم تحللون الحدث.. أعدلوا هو أقرب للتقوى..
أحلام القبيلي
اعدلوا هو أقرب للتقوى 1167