لا يتطلب الأمر دهاء لإدراك الدافع الحوثي في توطين الأفارقة بإب.. لا شأن للجانب الإنساني هنا بقدر ما إجراء وقائي أمني عسكري، الحصول وبتمويل أممي على مرتزقة وأداة لترويع المجتمع المحلي وهذا ليس مخيما للاجئين، إنه معسكر في منطقة التماس. في حالات كثيرة ومشابهة تحولت الأداة لمخلب بوجه من استخدمه، ستتمكن أجهزة استخباراتية خارجية من اختراق هذه المجاميع وتوظيفها في معركة يحتاج كل طرف فيها لأداة من خارج المجتمع المحلي.. سيتم توزيع الأسلحة مع الأدوية والطعام ولقد أفصح هذا الإجراء عن عقل مريض لا يزال يتعامل مع إب بوصفها الكتلة السكانية التي يجب ضمان خضوعها بسلاح قطاع الطرق ومنحهم إقطاعيات يدافعون عنها ويظلون في انتظار الأوامر القادمة من صنعاء. إنهم لاجئون وحقهم التواجد في اليمن والحصول على مساندة أممية والبقاء بكامل حقوقهم وحسهم بالكرامة وحتى فرصة العمل، فلسنا خليجيون على أية حال، لكن في اليمن وليس تجميعهم في منطقة واحدة بهدف إعدادهم واستغلال ظروفهم السيئة وهربهم من الموت ليتحولوا لموت يلاحق ما تبقى من حياة المدينة، لا أنا ولا أحد يمتلك حق مصادرة حق لاجئ انطلاقاً من كونه أفريقياً يتمتع بسمعة جانحة للعنف ومعاقبتهم بتاريخ مواطني قارتهم الذين تحولوا في ليبيا مثلاً لقطيع من القتلة المغتصبين، لكن هذا الإجراء والمبلغ التمويلي الكبير يفصح عن الإعداد لمعسكر يضم قطيعاً من الذئاب الجريحة والمطاردة والقابلة للتوجيه، وفي حالة كهذه سيتوجه الأفارقة لاحقاً بأوامر من يدفع أكثر والسعودي يبحث أصلاً عن هكذا أداة جاهزة ومتخففة من الحساسية الوطنية ومتاعب الانتماء، أنت تمنحه مستقبلاً وأداة قتل ومواجهة بعد أن أعيته أدواته القديمة في مناطق التماس. لن نكتفي ببصيرة الحكيم وننتظر حتى حوادث اغتصابات في إب وأعمال عنف لنقول: أرأيتم؟ لا، هذا الهارب يعيش سيكلوجيا الضحية المحتدمة بالعنف الباحث عن طريقة للإفصاح دون أن يكون شريراً بالضرورة، فهو ضحية آخر المطاف، لكن العقل الشرير هو من يجعل الضحايا شروراً كامنة في أكباد الأوطان وعبوات مفخخة في مستقبله.
د. طالب محمود ياسين الخفاجي
الأفارقة مخالب الحوثي الجدد 767