لاشك أنكم تعرفون الذبابة أعزكم الله تعالى ولكن هل تعرفون ما خلق الذبابة..؟ الذبابة دائماً وأبداً لا تقع إلا على الجروح وعلى القاذورات. وبعض الناس عافانا الله تعالى وإياكم يتخلق بخلق الذبابة، فلا يذكر إلا السيئات ولا يمر إلا على المنكرات، ولا يرى إلا النصف الفارغ من الإناء.. والمصيبة أن هذا الخلق أصبح جزءاً من سياسة بعض الأحزاب والحكومات. قالوا عن التغافل: يقول الحسن البصري: "ما زال التغافل من فعل الكرام". وقال عثمان بن زائدة، قلت للإمام أحمد: العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في التغافل، فقال: "العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل ". من كان يرجو أن يسود عشيرة فعليه بالتقوى ولين الجانب ويغض طرفاً عن إساءة من أساء ويحلم عند جهل الصاحب وقال كسرى لوزيره ما الكرم؟ قال التغافل عن الزلل. وقال عيسى عليه السلام للحواريين: كيف تصنعون إذا رأيتم أخاكم نائماً وقد كشف الريح ثوبه عنه؟. قالوا: نستره ونغطيه.. قال: بل تكشفون عورته.. قالوا: سبحان الله من يفعل هذا قال: أحدكم يسمع بالكلمة في أخيه فيزيد عليها ويشيعها بأعظم منها. إذن ستر العيوب والتجاهل والتغافل خلق إسلامي وأنساني يجب أن نتحلى به.. تغافل عن أخطاء زوجتك وأبنائك وتلاميذك.. وتغافل عن زلل أصحابك وأعدائك وتغافل عن هفوات كل من حولك.. ولا تعلق على كل فعل، ولا تتوقف عند كل صغيرة وكبيرة، فلكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة وكلنا ذو وخطأ. وقال الشاعر: أحب من الإخوان كل مواتي وكل غضيض الطرف عن هفواتي
أحلام القبيلي
أخلاق الذباب 1058