تهديدات أميركا المستمرة لإيران منذ 1979م وحتى الآن تذكرني بتهديدات جدتي- رحمها الله- لي في طفولتي. فقد كنت شقياً بدرجة كبيرة وأعمل مشاكل كل يوم فيجيئ أطفال القرية يشكون مني عند جدتي ويعددون لها أعمالي بالتفصيل، فتتفاعل معهم جدتي وتقول إنا وعمل هذه الأعمال كلها؟ فيتسابق الأطفال ويقسمون الأيمان أن كلامهم صحيح، فتبتسم جدتي ثم تطلق تهديدها القوي وتقول" خلاص يا عيالي أتروحوا بيوتكم وكمال والله ما يرقد الليلة الا ورأسه بين آذانه". فيذهب الأطفال وهم في قمة السعادة ويتساءلون فيما بينهم كيف سيكون مصيري في تلك الليلة مع وضع رأسي بين آذاني كما وعدتهم جدتي؟.. دون أن يدرك المساكين أن الوضع الطبيعي للرأس هو بين الآذان. والمضحك أن الأطفال كانوا ينتظرون شروق شمس اليوم الثاني ليشاهدوا كيف سيكون شكلي الجديد؟ والمضحك أكثر أن هذا الموقف كان يتكرر كل يوم تقريباً وبنفس التفاصيل فلا الأطفال اقتنعوا ولا غيرت جدتي صيغة التهديد. وهكذا تتعامل أميركا مع العرب بخصوص إيران. مع الفارق طبعاً فجدتي- رحمها الله- كانت توبخني فعلاً، وفي بعض الأحيان كنت أحصل منها على ضربة بعصاها.. لكن أميركا عصاها على العرب لا على إيران.. 20 يوليو 2019
د.كمال البعداني
تهديدات أميركا لإيران وتهديدات جدتي لي. 1267