أرجو نشر رسالتي هذه في عمودك اليومي، علّ الله ينفع بها قبل أن تحل الكارثة على رؤوس من أوجه رسالتي إليهم. رسالتي لكل ابن ما زالت أمه على قيد الحياة: إلزم قدميها فثم الجنة، جنة الدنيا وجنة الآخرة، الزمها قبل أن تفقدها إنه الفقد الذي لا يساويه فقد في الدنيا.. إنه الحزن الذي لا يوازيه حزن في الدنيا.. إنه الألم الذي لا يشبهه ألم في الدنيا. فقدت أمي وليتني فقدت روحي قبل أن أرى ذلك اليوم. فقدت أمي ولم أشبع منها، فقد كنت مشغولة عنها بنفسي وحياتي وأعمالي وصديقاتي نعم كنت أحبها ولكن لا أدري لماذا كانت تصرفاتي تقول عكس ذلك؟ كم كانت تزعجني نصائحها، بل وأتعمد فعل ما يضايقها في تصرفاتي ولباسي وطريقة حياتي لم أكن أعطيها إلا فُتات وقتي واهتمامي، ونحن في بيت واحد وإذا مرضت تجاهلت آناتها وآهاتها لم أقل لها مرة واحدة: أحبك يا أمي؟ ولم أفصح لها عن مشاعري نحوها مطلقاً! ثم تزوجت وانشغلت عنها أكثر، بزوجي وأولادي وصديقاتي ولم أكن أتواصل معها إلا في الأعياد والمناسبات، وأضع كلاماً حلواً على حالتي على برنامج الواتس أعلم يقيناً أنها لن تقرأوه، لكنه للاستعراض فقط أمام الصديقات
آآآآه يا أمي ليتك تعودين عودي يا نظر عيني عودي يا نبض قلبي عودي روح روحي عودي كي أملي ناظري من ملامحك عودي كي استمتع بكلامك ووقع أقدامك عودي كي أجالسك وأسامرك عودي كي أسعدك وأعتني بك عودي كي أنفذ أوامرك عودي كي الزم قدميك عودي يا أماه... اللهم ارحمها بقدر فقدي واشتياقي وحاجتي لها.