من خلال قراءتي الشخصية، يضع الزميل/ نبيل سبيع توصيفا دقيقا لأي حالة تمر بها اليمن.. يضع النقاط على الحروف ولا يعمل حسابا لمصلحة شخصية أو حزبية أو فئوية أو مناطقية ولَم ينخرط في صراع الأيدولوجيات على حساب الوطن، ولا يقبل لقلمه أن يسقط حتى مع أعز أصدقائه الساقطين في وحل الخصومات الشخصية والسياسية ضد اليمن، التي أسقطتها النخبة المثقفة قبل السياسية الحاكمة وقبل حتى دخول الميلشيات صنعاء. أضع هنا شهادة شخصية في وقت أعيش الصدمة من زملاء صحفيين آخرين غرقوا في حالة الانتقام لذواتهم.. حتى إداناتهم فيها استثناءات. أحدهم أراد أن يدين سحل الحوثيين لأحد الشخصيات الاجتماعية التابعة للمؤتمر الشعبي العام والداعمة لهم أثناء إسقاط عمران فأعاد نشر جريمة سحل أخرى قديمة قامت بها ميلشيات تم طردها من تعز بعد تصنيفها على قوائم الإرهاب وهو شخصيا ممن أدان عمليات الدولة والأجهزة الأمنية ضد هذه الجماعة التي كانت تنفذ عمليات إعدام خارج القانون ليس ضد أسرى حوثيين فحسب بل ضد جنود الجيش والأمن في تعز. أما الآخر فأرفق في إدانته لجريمة سحل الحوثيين بجثة أحد أعيان عمران إدانة أخرى لعمليات أمنية قامت بها الدولة في مأرب تحت إشراف القضاء والنيابة ضد عصابة قتلت جنوداً يتبعون القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية، وهو الشخص نفسه الذي يوصف أجهزة الدولة الشرعية بالضعف والعجز والفساد. الإدانة للجريمة يفترض أولاً أن تكون واضحة دون عمل استثناءات أو عقد مقارنات، ثم تكون الإدانة حسب الحالة وليس حسب نفسية الشخص وأن تتوافق مع المبادئ التي لَم تتعرض للتغيير ويؤمن بها... لكن البعض يعتقد أن مبدأه الثابت ينطلق من " مع السلام ضد الحرب وضد الجميع ".. ذلك ليس مبدأ إنما حيادا سلبيا ضد الدولة ويَصْب لصالح الميلشيات ! لتعد الدولة ولو عصى في يد الرئيس سنقف معها ضد طائرات وصواريخ الميلشيات ولو وقف معها العالم كله، أما أنكم تريدون دولة تكون أنت أو صديقك أو حزبك أو قبيلتك أو مذهبك يرأسها وإلا لن تؤمن بها فأنت في الأخير واحد من ثلاثين مليون يحلمون بالرئاسة!
عبدالسلام محمد
النقاط على الحروف.. 1217