كأني بالبطل احمد الميسري وهو على كرسي الطائرة المحلقة به فوق مدينة عدن في طريقها الى الرياض . كأني به ينظر الى عدن من نافذة الطائرة بنظرة حزن وقهر ومخاطبا المدينة بقوله: آه ياعدن والله انك من احب بقاع الارض الى قلبي ولولا ان السعودية اخرجتني متك ما خرجت . اعذرينا يا عدن لقد حاولت انا ورفاقي وكل الشرفاء معنا بكل ما اوتينا من قوة الدفاع عنك وعن رمزية الدولة فيك ولكن المؤامرة كانت اكبر منا وفوق طاقتنا يا عدن .. لقد خذلنا القريب وغدر بنا الحليف . سنعود حتما يا عدن ولن نتركك لعصابات همجية تعبث بك فلا تفقدي الامل يا عدن .. وكاني بالميسري قد جال بناظريه بعد ذلك تجاه البحر العربي الذي يحتضن عدن فتذكر غدر البحر و تذكر معه غدر الحليف العربي .. لا تحزن ايها البطل فانت اليوم في قلب كل يمني يمني . فوالله ان شسع نعلك لهو عند احرار اليمن اغلى من الذين نهبوا بيتك و تصوروا في غرفة نومك . والذين ظلوا طوال سنوات يقيمون مهرجانات التصالح والتسامح ويرددون . (دم الجنوبي على الجنوبي حرام ). ولكنهم ومع اول فرصة سنحت لهم استقووا بالاجنبي فسفكوا دم الجنوبي ونهبوا بيته وتصوروا في غرفة نومه .. صحيح ان البطل احمد الميسري خسر المعركة ولكنه بلا شك كسب التاريخ . السعودية كسبت المعركة في عدن ضد الميسري ورفاقه ولكنها خسرت التاريخ وقبله خسرت اليمن وشعبه . كما خسرت في العراق وسوريا ولبنان وغيرها . فهي ما دخلت في مباراة الا وخسرتها ليس بسبب قوة خصومها بل لانها تلعب طوال المباراة لصالح خصمها وتبذل كل جهدها من اجل ذلك .. والمشكلة انها وفي كل مبارة تعتقد ان الكأس سيكون من نصيبها ثم تتفاجأ ان الذي يصعد الى منصة التتويج هو خصمها . وهكذا في كل مباراة تخوضها . ظاهرة عجيبة فريدة تستحق الدراسة لا تضاهيها الا ظاهرة الرئيس هادي . الذي ترك الميسري ورفاقه يدافعون عن شرعيته في عدن وطوال ايام المواجهات لم يرفع حتى سماعة تلفون للتواصل معهم ورفع معنوياتهم .. خسارة المعركة حاجة مؤلمة ولكن خسارة التاريخ اشد إيلاماً بكثير عند من يفهم .. التاريخ لا يصحح بأثر رجعي عكس المعركة . فمسكين من يخسر التاريخ
د.كمال البعداني
الميسري يكسب التاريخ ويخسر المعركة 1317