ظل أبناء اليمن لمدة ثمانية أيام في انتظار إعلان موقف سعودي مما حصل في عدن.. الليلة أصدرت السعودية بياناً حول ذلك.. جاء في البيان: إن المملكة تؤكد وقوفها مع شرعية الرئيس هادي وهذا الكلام ليس جديداً، فالمملكة تؤكد ذلك منذ بداية (العاصفة) عام 2015م ومع ذلك ما يزال الرئيس هادي في الرياض منذ ذلك التاريخ وممنوعا من العودة إلى البلاد.. أكدت السعودية رفضها للتصعيد الأخير والمسار الذي اتجهت إليه الأحداث والآثار التي ترتبت عليها.. ممن التصعيد؟ هل التصعيد يشمل طرفي الشرعية والانقلاب؟ قال البيان؛ إن أي محاولة لزعزة استقرار اليمن سوف تتعامل معه المملكة بكل حزم..!! منذ أربع سنوات وكل ما يحصل في المحافظات الجنوبية على يد الإمارات وميلشياتها هو زعزعة ورعشة ورجة لاستقرار اليمن، فماذا فعلت الرياض حيال ذلك؟ أكد البيان على موقف المملكة الثابت من عدم وجود أي بديل عن الحكومة الشرعية في اليمن وعدم قبولها بأي محاولات لإيجاد واقع جديد .!! هذا الكلام تماماً قالته الرياض عند محاولة الانقلاب الأولى يناير 2018م عندما وصلت مليشيات الإمارات وبدعم إماراتي إلى أسوار قصر المعاشيق في عدن. وها هي تقول نفس الكلام بعد انقلاب أغسطس 2019م وبعد أن تم اقتحام المعاشيق ونهب كل شيء بما فيه دست الطبخ!! تجاهلت الرياض تماماً ما حصل للجيش اليمني من مجزرة مروعة على أبواب عدن وأبين، عن طريق الطيران الإماراتي وهو الحدث الأبرز الذي كان الجميع في انتظار موقف من الرياض تجاهه باعتبارها قائدة التحالف. هذا الحدث الكبير الذي هز اليمن بالكامل ولا تزال تداعياته مستمرة داخل اليمن وفي العديد من دول العالم تجاهلته السعودية في بيانها وتحدثت عن تصعيد عسكري بين الأطراف وعودة الأمور إلى ما كانت عليه وكأن مشكلتنا هي عودة قدر الطبخ إلى المعاشيق.. أكثر البيان من عبارة الشرعية ودعم الشرعية بينما يعلم القاصي والداني أن مليشيات الإمارات ومنذ أربع سنوات يتم دعمها بمختلف أنواع الأسلحة بينما قوات وألوية الشرعية في عدن منعوا عنها الماء والهواء.. فأي دعم للشرعية؟ قال البيان عن انقلاب عدن على الشرعية، إنه خلاف بين الأشقاء في اليمن. بينما ما حصل في صنعاء استلزم تكوين تحالف وشن حرب ضروس على كل شيء في اليمن منذ خمس سنوات؟؟ بيان حمال أوجه وكلام مكرر والهدف منه- في تصوري- هو محاولة امتصاص غضب الشارع اليمني. ومحاولة لتقريب جانب الشرعية للحوار مع مليشيات الإمارات التي قامت بالانقلاب وهو ما ترفضه الشرعية على الأقل حتى قبل البيان السعودي هذه الليلة..
د.كمال البعداني
قراءة في البيان السعودي حول انقلاب عدن 1373