مزيقياء هو لقب الملك اليمني عمرو بن عامر.. لُقب بميزيقياء لأنه كان يلبس الثوب مرة واحدة ثم يمزقه، وعند ابن الجوزي:( كان يتخذ كل يوم حُلتين من حلل الملوك، فإذا أمسى مزقهما واستبدل بهما من الغد أخريين، لأنه لم يكن يرى أحداً أهلاً أن يلبس ثيابه) يقول أحد أحفاده مفتخراً بفعل جده: أنا ابن مزيقياء عمرو إليه تناهى المجد والحسب اللباب تمزق كلما أمسى ثياب عليه وتستجد له ثياب مزيقياء هذا وفعله يذكرني بكثيييييير من النساء، من نساء هذا الزمان، حيث تجد الواحدة منهن تشتري الفستان بعشرات الآلاف من الريالات، لتلبسه مرة واحدة في مناسبة واحدة، ثم ترميه جانباً، ولا تعود إليه أبداً.. ولتسمح لي المزيقيات من النساء أن أكمل لهن قصة الملك ميزيقياء.. فبعد أن كان ملكاً عظيماً، له من الحدائق ما لا يحاط به، وكانت الجارية تمشي من بيتها وعلى رأسها مكتل فيمتلىء فاكهة من غير أن تمس شيئاً منها.. أرسل الله على ملكه سيل العرم، ومزقه وأولاده وقومه كل ممزق. فالبطر أيتها المزيقيات من أعظم أسباب الهلاك والدمار وتبدل النعم وزوالها.. قال تعالى ( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين).
أحلام القبيلي
الميزيقيات من النساء 1723