مغادرة الإمارات ورحيلها من اليمن ليست كما يظن البعض نتيجة لضغوط الشرعية أو بسبب التنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وإن كان هذا ظاهرها أو بعض من أسبابها، لكن الحقيقة تكمن في صفقة خاصة تمت مبكرا بين" الإمارات وإيران " كان أهم بنودها مغادرة الإمارات للجنوب نهائيا، طمعا في ترك السعودية وحيدة على المسرح العسكري والسياسي في اليمن.
مغادرة الإمارات تم الترتيب لها بعيدا عن الأشقاء في السعودية وخلسة من المقربين من بلاط "الرياض وأبوظبي"، وتمت على مستويات عليا، ومن خلالها حُسمت قضايا استراتيجية وخطيرة، الكثير منها يضر بأهداف التحالف العربي في اليمن،ويضر بالأمن القومي السعودي ثانيا.
الرئاسة الإيرانية فاخرت بذلك الإنجاز وأثنت على ارتماء ابوظبي في أحضانها وأشادت بخطوتها، حيث أعلنت قبل يومين "عن تقديم الإمارات مبادرة لتسوية الخلافات السياسية بين البلدين، دون التطرق لتفاصيل تلك المبادرة.
عراب التقارب المفاجئ بين "البلدين هو" شقيق ولي عهد أبو ظبي" طحنون بن زايد، "مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
خروج الإمارات من اليمن جاء، وفق تسوية خاصة أهم فصولها لـ"ا بوظبي" هو وقف استهداف مطارات الإمارات ومصالحهم الحيوية، حيث كانت تخشى الإمارات وبشكل كبير من استهداف أي من مطاراتها أو منشئاتها النفطية، وتحديدا بعد "محرقة أرامكو".
غادرت الإمارات اليمن وخلفت ورائها تركة " نكراء " لن تسطيع الإيفاء بمتطلباتها ومطالبها مستقبلا، مليشيا مسلحة قوامها أكثر من 90 ألف مقاتل "جنوبي"، وهو عدد كبير باهظ الكلفة ويحمل "في كشوف ميزانيته أثقالا مالية كبيرة "، من رواتب وميزانيات عسكرية، لن يستطيع " بن زايد" حتى ولو في القريب العاجل الوفاء بكل ذلك، خاصة قد انهارت أطماعه وأحلامه في اليمن".
ناهيك عن جناح سياسي " هكذا يحاول أن يقدم نفسه " يسمى بالمجلس الانتقالي " وهو الآخر كان يتقاضى ميزانية ضخمة من الأمارات، كانت تنفق بلا رقيب أو حسيب.
ولن ننسى التذكير بقطيع واسع من الإعلاميين." المرتزقة "الذين باعوا ولائهم وأقلامهم لخدمة أهداف أبوظبي، فتم تأسيس العشرات من المواقع والصحف والمئات من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لتلميع الإمارات والدفاع عن سياسات أبوظبي.
كل هذا الطابور الثلاثي من مليشيات مسلحة (90 ألف مرتزق)والآلاف من موظفي المجلس الانتقالي في عموم المحافظات الجنوبية، والمئات من الإعلاميين ومؤسساتهم، سيجدون أنفسهم في القريب العاجل يبحثون عن "الحليب الإماراتي كامل الدسم " الذي كان يخصص لهم، حتى وأن وصل بعض ذلك الحليب، فسوف يكون سببا في الصراع الداخلي لهذه المكونات الارتزاقية التي جمعتها المصلحة ووحدها المال،مهما حاولت الاختباء خلف الشعارات والمسميات.
كل مخلفات الأمارات في اليمن مصيرها الموت البطئ والتحلل الجسدي والمؤسساتي خلال الأشهر القادمة.
وفي أحسن الأحول ستبقى بعض الموارد تتدفق على بعض تلك المكونات، لكنها ستكون تحت إشراف "الضاحية الجنوبية" التي تخرج منها عيدروس الزبيدي وبقية رفاقه، وسيتحول المجلس الانتقالي إلى خنجر إيراني جديد، سيستهدف المصالح اليمنية اولا والإضرار بالأمن القومي السعودي ثانيا.
على الشرعية أن تصبر قليلا في التعاطي مع قيادات المجلس الانتقالي أو الدخول معهم في حوارات أو مشاورات، فضجيجهم خلال الفترة الماضية كان بسبب تدفق المال والإمكانيات اليهم، وليس بسبب قوتهم، أو عدالة قضيتهم.
ما دام الإمارات تهرول يوميا للخروج من اليمن وفق جدول زمني حددته طهران، فلا قلق من الخفافيش،
فللجنوب من يمثله وللقضية الجنوبية رجالها، وللعدالة صوت لا يمكن أحد أن يتجاوزه، فلا تضعوا الغربان في أماكن الصقور.
ولا نامت أعين الجبناء.
# رئيس تحرير موقع مأرب برس