كتبت هذه الجملة على حالتي على تطبيق الواتس:
(كلما أمدح شخصاً يخرب).
فكانت ردود الأصدقاء مختلفة:
البعض تعَجَّب!
والبعض قال: (بحجر الله اسكتي ولا عد تمدحي أحد).
والبعض الآخر زكى كلامي وأيَّده، وقال إن هذا الأمر يحدث معهم أيضاً.
وآخرون قالوا: (كوني اذكري الله، شكلك بتمرعيهم).
واحدة من الصديقات فقط كان عندها حل اللغز الذي كان يحيرني...
قالت: (ربما لأنك تستعجلين في المدح).
فعلاً!!!
وصدقت فيما قالت...
فالمشكلة ليست في المدح، فمن الجميل ومن حسن الخُلُق؛ ومن الذوق أن نمدح ونثني على الصفات الجميلة والأفعال الطيبة، بل من الواجب.
وقد أظهرت الأبحاث العلمية فعالية المدح والثناء في تحسين السلوك، وقالوا: إنه يساهم في زيادة وتكرار الفعل الحسن.
والمدح يصنع المودة وحسن المعاملة والقرب بين الناس، ولكن المشكلة في أمرين اثنين:
أولهما:
الاستعجال في المدح، والمثل يقول:( لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وستة أشهر)، ويقول ابن مسعود - رضي الله عنه -:( لا تعجلوا بمدح الناس ولا بذمهم، فلعل ما يسركم منهم اليوم يسوؤكم غداً).
إذن؛ لا تستعجل في مدح أو ذم أي إنسان، ولْنترك الفرصة للأيام، و لمزيد من المواقف كي نتخذ قرار المدح أو الذم.
الثاني:
هو المبالغة في المدح، وهنا يقول عبدالعزيز التويجري:( لا تبالغ في مدح أحدهم فتُصدم، ولا تبالغ في ذم أحدهم فتظلِم، كن معتدلاً متزناً).
وقد وضع العلماء والخبراء ضوابط للمدح:
-أن يكون صادقاً.
-ألا يكون كاذباً.
-ألا يُبالَغ فيه.
-ألا يمدح إذا خشي فتنة الممدوح بأن يغتر، أو يُفتن، ونحو ذلك.