لن أحدثكم هنا عن تأريخ المكياج الذي يعود إلى أكثر من 5000 عام قبل الميلاد..
وسأبدأ حديثي عن مراحل تطور استخدام المكياج في اليمن، حيث كان مقتصراً على المتزوجات فقط ، ولا يحق للعازبة استخدامه مطلقاً، ويعد ذلك عيباً أسوداً في حقها وحق أهلها.. ومازالت بعض القرى وبعض الأسر تحتفظ بهذه التقاليد حتى الآن..
ثم تطور الأمر وأصبح مباحاً للجميع وكانت الحامورة (أحمر الشفاة والكحل هما كل ما تستخدمه المرأة في مكياجها، فتضع منه على شفتيها وقليلاً من على خديها وجفنيها.
ثم تطورت الأمور وأصبح هناك عشرات الأصناف والأنواع من مستحضرات التجميل، وصار المكياج ضرورة، وأمراً لا يستغنى عنه.. وليس في ذلك عيب ولا حرام، فالله جميل يحب الجمال
انقلب السحر:
المهم في الموضوع وما أردت أن أقوله، وأنبه عليه، هو أن هناك كثيراً من النساء يبالغن أو يُسئن استخدام المكياج، حتى انقلب السحر على الساحر..
فالمعروف أن مستحضرات التجميل تستخدم لإبراز ملامح الوجه وإخفاء بعض العيوب، بطريقة بسيطة وبعيدة عن التكلف، لكن المبالغة في استخدامه وبشكل مفرط وسيء يخفي ملامح الوجه تماماً، ويجعل من إطلالة المرأة غير طبيعية ومشوهه وأشبه بالمهرج..
وعندما شكت لي إحدى -النساء وغيرها كثير - أن زوجها يطالبها بعدم وضع المكياج مطلقاً، مع أنه يدمن مشاهدة المذيعات والممثلات اللواتي يضعن أطناناً من المكياج، قائلة:( يمنعني من المكياج وهو يموت في الممكيجات)..
قلت لها: يا عزيزتي زوجك لا يكره المكياج، لكنه يكره سوء استخدامك للمكياج).
ولا أستطيع نسيان ذلك الموقف في إحدى حفلات الأعراس، حين تقدمت نحوي إحدى الحاضرات لتسلم علي، وأقسم بالله أني فزعت من شكلها، أفزعتني بتسريحة شعرها ومكياج وجهها المخيف، والذي كان كثيفاً وخليطاً من الألوان الداكنة، التي جعلتها تبدو بذلك الشكل المفزع.
تقول خبيرة التجميل الشهيرة بوبي براون:( من الصعب تحديد شكل جيد، وأن تبدو جيداً باستخدام الكثير من مستحضرات التجميل إلا إذا كنت مدرباً بشكل خاص، وأنها تفضل النظرية الموثوق بها الداعية إلى وضع أقل مستحضرات تجميل لإظهار الجمال الطبيعي للمرأة).
ختاماً تقول صديقتي:
رحم الله من اخترع المكياج، ورحم الله من يجيد استخدامه.