لا أعرف بلدا من البلدان قد اُبتلي بجاره مثلما اُبتلينا بكم ومثلما ابتلي العراق بإيران. كلما قلنا لعل وعسى أن نواياكم قد تغيرت نحونا أثبتت الأيام أننا نعيش الوهم..
خمس سنوات وأنتم تبيعون الوهم لأبناء اليمن.. خمس سنوات من الغدر والخيانة، دمرتم خلالها كل شيء في بلادنا.. خمس سنوات سلمتم خلالها اليمن للإمارات لتعبث بها كيفما تريد وتريدون أنتم. وأنتم تضحكون من خلف الستار.
وإذا تعثروا في مكانا معين أسرعتم لنجدتهم تحت مسمى وساطة.. خمس سنوات وأنتم تعلنون شيء وتعملون خلافه. تتهمون إيران بممارسة(التقية) ولكن تقيتكم نحونا أكبر بكثير.
ما الذي فعلناه بكم بالله عليكم؟ فمنذ وجودكم إلى جوارنا ونحن الضحية لا أنتم، ونحن من يدفع الثمن لسياستكم وعقليتكم وغروركم وعجرفتكم..
مارستم الذل والقهر والإهانة والتعالي في حق من التجأوا إليكم، وفعلتم كل شيء في اليمن باسمهم. وها أنتم تسوقونهم سوقا للتوقيع على اتفاقية يوم الثلاثاء القادم. مع مليشيات انتم من صنعتموها وأوجدتموها وسلمتم لها (عدن )، وقصفتم الجيش اليمني من أجل المحافظة عليها. اتفاقية ما أردتم بها وجه الله ولا مصلحة اليمن. اتفاقية قمتم بتفصيلها على مقاسكم ولتفرضوا من خلالها وصايتكم على اليمن في كل صغيرة وكبيرة.
اتفاقية تجعل اليمن أكثر تفكيكا.. لقد كسبتم حكام الإمارات وخسرتم أكثر من ثلاثين مليوناً هم من يجاورونكم ويرتبطون بحدود طويلة معكم. والحكام يتغيرون وينقلبون في مواقفهم في أسرع وقت ولا سيما حكام الإمارات والتي تحكمهم المصلحة لا المبادئ. لكن الشعوب هي الثابتة والتي لا تتغير ولا تنسى من عمل معها أو فعل ضدها.
ربما عيونكم على حضرموت والمهرة وشبوة ولكن ثقوا إنكم ستلتفون خلفكم ذات يوم وقد لا تجدون الدمام والقطيف وربما غيرها. الخطر قادم إليكم لا محالة وهذا ليس تمنياً منا لكم لكن كل المعطيات تشير إلى ذلك. وعندها ستبحثون عن سند يسندكم في معركتكم وستكون أول التفاتة لكم ناحية اليمن ولكنكم ستجدون أمامكم بلدا منهكا أنتم من أنهكه وشعب يلملم جراحه
أنتم من أوغر جراحه. وحينها ستغضون أصابع الندم حيث لا تمندم..
إياكم أن تعتقدوا إنكم بهذه الطريقة قد جعلتم اليمن تحت إبطكم ووصايتكم. فأنتم قد تفرضون الإقامة الجبرية على الحكام وتمنعوهم من الكلام وتملون عليهم ما تريدون، ولكنكم بالطبع لا تستطيعون أن تفعلوا ذلك مع الشعب. انظروا إلى الشعب العراقي التي كانت إيران تعتقد أنها قد أحكمت قبضتها عليه ولعبت من أجل ذلك على كل التناقضات داخل الشعب العراقي ولا سيما الطائفية مثلما تفعلون أنتم في اليمن وتعزفون على وتر المناطقية والحزبية.
فهاهو العراق اليوم يهتف ضد إيران وبصوت واحد ( إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه ). ومثله سيهتف الشعب اليمني من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه وبصوت واحد (بالروح والدم نفديك يا يمن). اليمن ليست للبيع. فهل من وقفة تقفونها مع أنفسكم؟ ولعلها الفرصة الأخيرة. بل هي كذلك أن كنتم تعقلون.
الأحد 3 نوفمبر 2019م