في العالم الحاضر وفِي التاريخ القديم والحديث.. يقاتل الملوك والرؤساء على صلاحياتهم.. ومن ينازعهم فيها،، ينتزعون روحه من بين أضلاعه..
تخيلوا أن أحداً في المملكة ينازع الملك سلمان أو ولي عهده صلاحياته.. ستحرق الأرض من تحته ولن يبقى له باقية..
وهذا أمر من بديهيات الحفاظ على الدولة وهيبتها وقوتها..
لكن في اليمن ولدى رئيسنا المشير الأمر مختلف تماماً..
فالشعب والجيش والأحزاب تقاتل من أجل عدم المساس بصلاحياته الدستورية وبقاء شرعيته ورفض التفاوض عليها.. في حين أنه يفتح أبواباً مغلقة وكل النوافذ لكل من ينازعه سلطته وصلاحياته كرئيس،، وبدلاّ من أن يجعل الدنيا جحيماً، يقيم القاعات الضخمة للتفاوض، ويؤكد مشروعيتها برعاية دولية..!
منذ تولى الرئيس للحكم ونحن نحارب على شرعيته وصلاحياته ماعدا الرئيس،، يحارب من يقاتل من أجله وأجل سلطته.. والأمر إذن لا يخلو من الغرابة، فسيادة البلاد- التي هو معني بالحفاظ عليها- لا نجد لديه حافزاً ولو متواضعاً للدفاع عنها بل إنه يذهب إلى ما يجعل من الشرعية الدستورية معطلة.. فلقد شكل من اللجان، ووقع من الاتفاقات التي تسحب منه صلاحياته ما يتجاوز اتفاقيات تأسيس الدولة ذاتها،، حتى السفراء الأجانب ترك لهم المجال في منازعته صلاحياته..
فالسفير الأميركي حين يغادر اليمن يقيم مراسيم لتسليم صلاحيات الرئاسة للسفير الخلف.. وكذلك السفير السعودي الذي سيحظى بصلاحيات من خلال التوقيع على اتفاق جدة تتجاوز صلاحية الرئيس التي يحكمها الدستور..
إنه زمن الوصاية من أوسع أبوابها وانتهاك السيادة الوطنية وشرعنة للغير في العبث بمقدرات الدولة وإفقادها القدرة على السيادة وصناعة القرار الوطني..
يتقاسم اليوم مجموعة من السفراء الوصاية على اليمن:السفير الإيراني.. السفير الأميركي.. السفير السعودي..السفير البريطاني.. وختامهم الضابط الإماراتي!!..
إننا نعيش عالم الفنتازيا والعبثية التي لا يقدر أحد عليها كما الرئيس.. هذه حقيقة وواقع ملموس ومعاناة وعذابات يومية يعيشها الشعب..
حين يتنازل رأس الهرم عن سلطته.. فإن هذه السلطة تنهار وتنهشها الذئاب والكلاب الضالة..
هذا حالنا اليوم.. صراخ لا يجدي ورئيس بلا صلاحيات ووطن يتشظى وغرباء يتحكمون في إدارة بلد.. إنها مأساة متشعبة، تؤدي إلى اختناق حياة كل اليمانيين، تصادر أحلامهم ومستقبلهم وتجعلهم في فوضى وارتباك..
وإذن ما الذي تبقّى في زمن العتمة الشديدة؟.. شعب يصرخ للرئيس: تمسك بسلطاتك بصلاحياتك.. سندافع عنك وعن هذه السلطة والسيادة والصلاحية الدستورية،، بدمائنا..لأنها شرف وطننا وكرامة وطننا، وعزتنا، وحاضرنا ومستقبلنا فيها فلا تفرط فيها.. إنها أمانة في عنقك فحفاظ عليها وصونها..
وأخذنا منك العهد، فلا تخلف وتخون عهدك مع شعبك..فيكون الصدى والارتداد، مزيداً من التنازلات عن السيادة الوطنية وقهر الشعب.
وإذن أي معنى للرئاسة وهي بهذا الانفلات والتسيب؟ كيف يمكن لملمة وطن من بين أنياب الطامعين..
نحن نعيش خراب الديار حقيقة ينبغي المجاهرة بها ولفخامته نقول: طيب الله ثرى السلطة التي فرطت فيها وجعلتها شذرا مذرا ونهبا للسباع..ولا عزاء،للوطن الجريح!!.
///////////