يطرب الرجال كثيراً للحديث عن تعدد الزوجات، وتجد بعضهم قاطع رحم، أو قاطع صلاة، أو قاطع طريق، أو قاطعهن كلهن ويطالب بتطبيق شرع الله في التعدد!!
وللعلم تعدد الزوجات أمر مباح، وليس واجباً، أو سنة، مثله مثل سائر المباحات كالأكل والشرب والنوم، تثاب عليهن بحسب نيتك.
فلن ترتقي في الجنان بعدد من تزوجت من النسوان، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم-: أقربكم مني مجلساً يوم القيامة المعددون..
وحتى لو كان ركناً من أركان الإسلام، يظل مشروطاً بشرط إذا علمت أنك ستخل به فلا يجوز لك.. وإذا خالفت الشرط فقد عصيت الله، وارتكبت جرماً ستأتي بسببه يوم القيامة وشقك مائل..
قضيتي هنا ليست قضية التعدد، فمن شاء فليشرك ومن شاء فليوحد..
أتسأل هنا عن كفران العشير، "والعشير هو الزوج والزوجة والصاحب"..
لماذا إذا تزوج الرجل بأخرى تنكر للأولى؟
ولماذا يكون زواج الرجل بأخرى أشبه بالانقلاب العسكري؟
فيزيح الأولى عن المشهد تماماً، ويسلبها صلاحياتها، ويقلب لها ظهر المجن، وكأن لم يعش معها يوماً واحداً!؟
أي دين يسمح لهذا؟
أي ملة ترضى بها؟
صحيح... شرع الله أباح لك الزواج مثنى وثلاث ورباع..
لكن..
شرع الله لم يقل لك: تأخذها لحما وترميها عظماً..
شرع الله ما قال لك: تهينها وتجرح مشاعرها بالتنكر لعيشها وملحها وتضحياتها.
شرع الله ما قال لك: تذرها كالمعلقة.
شرع الله ما قال لك: تكره أولادها وتفضّل أولاد الجديدة.
شرع الله قال :"فإن لم تعدلوا فواحدة"..
ما المانع أن تكون ابن ناس، وإنساناً محترماً وتتقي الله، وتعدل بين زوجاتك، وتعطي كل ذي حق حقه، وتحفظ الجميل والمعروف؟
ما المانع أن تحترم مشاعرها وتقدر حالتها النفسية، وتعمل على مداواة جرحها بدلاً من إيغاره؟
يا أخي النبي الكريم عليه الصلاة والتسليم الذي تدعي أنك تريد تطبيق سنته كان يراعي السيدة خديجة وهي ميته، ويقول والله ما أبدلني الله خيراً منها أبداً، وكان يكرم أهلها وصويحباتها.
وتذكر قول الشافعي رحمه الله "الحر من راعى وداد لحظة".