تسوية الرياض مفتاح وبوابة عبور إجبارية، نحو تسوية صنعاء أو مسقط، أو أياً من عواصم الطبخات، المضببة..
تسوية ستعيد تفكيك فسيفساء التحالفات الهشة، والمنعدمة أساساً، وإعادة تركيب موازييك اللون الواحد، لا يحمل من حقيقة تنوعه، سوى العنوان الرئيس واليافطة.
لن تكون هناك تسوية لتعقيدات ما قبل الحرب، أي قبل الانقضاض على صنعاء، وما بعد الحرب، أي اغتيال السلام الأهلي بطائرات الجوار، والخروج من جريمة حرب صنعاء، بجريمة حرب الرياض، على مجتمع ضعيف، وبنية هي أساساً مترنحة قبل الحرب، ومقضي عليها كلياً بعد الاثنين معاً، الغزو الداخلي والعدوان.
في التسوية، ليس هناك من تصورات أو ملفات غير ملفيهما-صنعاء الرياض- ستطرح على الطاولة، كما أن مقاعد الحوار لن تتسع غير لمقعدين، يضع كل منهما أمامه علم البلد، الذي ينطق باسمه، ولن يكون قطعا هادي أو نائبه، هما من يجلسا أمام علم شرعيتهما، بل سلطة الأمر الواقع، سلطة الواقعة والقارعة، سلطة صنعاء.
في كل الحروب لا يفاوض المنهزم، بل عليه أن يوقع صك هزيمته، ويقبل دون حق المناقشة، بشروط تقاسم ممتلكاته، وإعادة رسم خرائطه، والقبول بالتواري، خلف جدران العزلة والصمت، دون أن ينبس ببنت شفة اعتراض.
السعودية صادرت من جميع حلفائها قرار الحرب والسلم، وهندسة التسويات، وإقرار المخرجات والنتائج، وهنا يكمن مضمون معنى الهزيمة.
المسألة لا تتعلق بالعواطف، ومشاعر قبول أو كره خيانة الحلفاء، وبيعهم للخصوم، المسألة أولاً وأخيراً تتصل، بسفح الجبهة المقابلة للحوثي، دم أوراق قوتها، بتسليم قرارها الوطني، لقوى لا ترى من كل دمار الحرب، غير تحقيق مصالحها، قبل مصالح أي من الحلفاء الموهومين، بعرى الروابط الوثقى، مع الرياض، ووضع الآمال في سلة ملكية سعودية، مثقوبة لا تبقي فيها، سوى مصالح المملكة، اللاصقة والملتصقة، والملصقة، بصمغ دم متحاربي أهل اليمن.
البلاد مفتوحة على تسوية ما دون الوطنية، تسوية لطرفين فقط صنعاء والرياض، ولدونهما ما بقي من فتات.
إنها تسوية تحمل عنوان:
منتصران ومهزوم واحد.. هو نحن