المعاق هو شخص يعاني من قصور أو خلل في قدراته الجسمية أو الذهنية، بسبب عوامل وراثية أو بيئية..
ويعد الثالث من ديسمبر هو اليوم العالمي لذوي الإعاقة، خصصته الأمم المتحدة منذ عام 1992م
وتمثل هذه الفئة 15% تقريباً من نسبة السكان في كل دولة من دول العالم، ويهدف هذا اليوم إلى رفع الوعي بقضايا الإعاقة، كما يدعو أيضاً إلى دمجهم في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية..
وتعاني هذه الفئة من نظرة المجتمع القاصرة، وعدم وجود قوانين تحمي حقوقهم.. وإذا كنا في بلدان يعاني فيها السوي من التجاهل والخذلان فلكم أن تتخيلوا كيف هو حال المعاق!؟
وطبعا تزداد المعاناة في ظل الحروب، ويزداد أعداد المعاقين، ففي إحصائية للاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين في اليمن ذكرت أن الحرب الدائرة هناك خلفت ما يقارب 92 ألف معاق..
وفي استعراض سريع لتأريخ الغرب مع ذوي الاحتياجات الخاصة نجد الدولة الرومانية كانت تعمد إلى التخلص من المعوقين.
ومجتمعات أوربا القديمة تقضي بإهمالهم حتى الموت، وإعدام الأطفال المعاقين.
وكانت قوانين (ليكور جوس) الإسبرطي و(سيولون) الأثيني تسمح بتخلص ممن به إعاقة تمنعه عن العمل والحرب..
وكذلك أفلاطون، كان يرى إخراج المعاقين من مدينته الفاضلة لانهم لا يؤدون المطلوب منهم لنجاح المدينة..
وكان القانون الإنجليزي القديم يحرم بعض فئات المعاقين من الحقوق والواجبات التي لهم..
أما هتلر فقد أباد أكثر من ربع مليون شخص من ذوي الإعاقة، لأنهم عديمي الفائدة ولا يستحقون الحياة ويهددون نقاء العرق الآري..
وفي العصر الجاهلي قبل الإسلام كان العرب يتعففون عن مخالطة ذوي الاحتياجات الخاصة أو الجلوس معهم على مائدة طعام، ولا يقبلون بتزويجهم ويكثرون من استغلالهم في الأعمال الشاقة..
وحده الإسلام كرمهم وأعطاهم حقوقهم، ودمجهم في المجتمع وحرّم السخرية منهم ( يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم)..
وقال تعالى مخففاًهم : (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج)..
وحث على تقديم حاجاتهم على من سواهم، قال تعالى لنبيه الكريم معاتباً :( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفه الذكرى).
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل دمجهم في المجتمع في كل المجالات، فقد ولّى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الأعمى عبدالله بن أم مكتوم على المدينة أثناء خروجه للغزوات ثلاث عشرة مرة وأوكل إليه الأذان الثاني في رمضان، وشارك في معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص ،وحمل لواء المسلمين فيها حتى استشهد فيها.
ووضع الإمام أبو حنيفة تشريعاً يقضي بأن بيت مال المسلمين مسئول عن النفقة على المعاقين..
وبنى الخليفة الوليد بن عبدالملك أول مستشفى للمجذومين وأعطى كل مقعد خادماً وكل أعمى قائداً..
وقام السلطان قلاوون ببناء بيمارستان لرعاية المعاقين.