في بلدي إن اخترت الولاء للوطن وللدولة والجمهورية والوحدة، ففي ولائك شك وفي مواقفك ضبابية وتضحياتك وخسائرك في سبيل ذلك أمر فيه نظر ومحل شك.
وإلا لماذا تتعب نفسك وتضحي وتنحاز لشعبك ودولتك ونظامك!!
أكيد أن لك هدف خفي وتنفذ أجندة خطيرة وتسعى لتمرير مشاريع ملتوية!!
للأسف هكذا ينظر لكل وطني حر ليس من قبل النخب المستفيدة من الدولة ومن المناصب وإنما أيضاً بات هذا المرض وهذا الشك يتسرب إلى أوساط المجتمع.. وهنا الكارثة التي تستدعي الوقوف أمامها وإعادة ضبط البوصلة.
الواقع المقلوب الذي نعيشه أصبح:
من يوالي المسؤول هو الوطني..!!
من يوالي القبيلة أو السلالة هو الوطني..!!
من يوالي الحزب هذا أو ذاك هو الوطني فقط..!!
من يوالي المنطقة هذه أو تلك هو الوطني..!!
من يوالي هذا المشروع المليشياوي أو ذلك المشروع الانفصالي هو الوطني..!!
من يوالي هذه الدولة الشقيقة أو تلك هو الوطني..!!
فصلوا الوطنية بمقاساتهم وحسب أهوائهم..
(نقطة نظام)
هذا واقع معكوس ومرض مستشري بحاجة إلى علاج وتوعية..
علينا أن نعيد تعريف الوطنية وفقا لمفهومها الشامل وليس لمفاهيم منقوصة.
الوطنية يا خبرة هي أن نجعل كل أعمالنا تتوافق مع مصلحة الوطن وأن نغلب مصالح الدولة على مصالحنا الشخصية والحزبية وأن تكون خدمة وطننا مقدمة على ما دونه وأن نحافظ على سيادة بلدنا ونضحي في سبيلها.
الوطنية ليست في إرضاء الرئيس ولو كان على خطأ..
وليست في إرضاء النائب ولو كان على خطأ..
وليست في إرضاء أي أحد على حساب الوطن ومكانته ومستقبله ومصالحه.
أفيقوا يا أخوة، ولا تجعلوا المتمصلحين يجرفونكم إلى مربعهم،.فالوطن أمانة.. أما المسؤولون فزائلون اليوم أو غدا.