قبل أكثر من ثلاث سنوات ضغط ( التحالف) بكل الطرق والأساليب من أجل إخراج الشيخ/ حمود المخلافي من تعز ومنعه من العودة إليها، وكانت حجتهم في ذلك أن خروجه من تعز سيعجل بما يسمى (تحرير) المحافظة.. وهكذا اشترطت الإمارات .
تم لهم ما أرادوا وخرج بالفعل وتم منعه من العودة حتى اليوم.. كانت الإمارات بالذات تعتقد أن خروجه سيضعف الجبهة الداخلية في تعز وتحدث هناك فتنة واضطرابات باعتباره كان صمام أمان ومحل توافق من الجميع..
انتظرت الإمارات حدوث ذلك لكي تتدخل وتفرض شروطها وأولها (الحزام الأمني) لتعز.. والحزام هو وسيلتها للسيطرة على أي محافظة يمنية..
انتظرت الإمارات وحاولت كثيرا ولكنها فشلت بسبب تماسك وصلابة الجبهة الداخلية والذي كان للشيخ حمود الدور الكبير في ذلك، فقد قال لأنصاره ولأبناء تعز عند خروجه قولته الشهيرة: أن تعز أغلى من حمود المخلافي واليمن أغلى من الجميع.
تم قطع الماء والهواء على تعز من قبل المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها الإمارات، والذي عمل أبناء تعز المستحيل من أجل فتح منفذ لهم مع تلك المحافظات لتكون عونا ومتنفسا لهم، لكن الإمارات- وعبر مليشياتها- حالت دون ذلك، وتم محاربة تعز بكل الطرق والأساليب منها محاولة إشعال ودعم فتن ومواجهات مسلحة داخل تعز ووصل الأمر إلى منع أبناء تعز بالذات في الكثير من الأوقات من دخول عدن وإنزالهم من الحافلات في ضواحي المدينة بل والتنكيل بهم واعتقالهم وطردهم من عدن على متن حافلات كبيرة.
لقد كان التركيز على أبناء تعز ـكثر من غيرهم . وكل ذلك من أجل الضغط على تعز والقبول بما تريده الإمارات وأولها الحزام الأمني والسيطرة بعدها على تعز . ولكنهم فشلوا ورفضت تعز أن تنحني للإمارات ومليشياتها.. فقد كان أبناء تعز ومازالوا يشاهدون المناظر اليومية للكثير من الأمهات والزوجات في عدن وهنّ يفترشن الأرض أمام مقر الحاكم العسكري الإماراتي وبقية الجهات ذات العلاقة، للمطالبة بالكشف عن مصير أزواجهن وأبنائهن في السجون الإماراتية.
وتابع أبناء تعز أخبار عشرات الرؤوس لخطباء وأئمة المساجد والدعاة في عدن وهي تتساقط تباعا، وتابعوا كذلك أخباراً مداهمة المنازل في أنصاف الليالي .
كل هذا جعلهم يرفضون المشروع الإماراتي في تعز مهما كانت التضحيات.. كان وما زال أعلام الإمارات ومن يدور في فلكه من أصحاب ميكروفونات البسطات السياسية يعملون جاهدين على محاولة إشعال فتنة في تعز وكذلك تكبير اي شيء سلبي وتضخيمه واستغلاله..
في الأمس القريب استشهد القائد العميد/ عدنان الحمادي رحمه الله، فسارع العلم الإماراتي ومن يدور في فلكه إلى محاولة استغلال هذه الحادثة من أجل احدثا فتنه وتحقيق ما عجزوا عنه من قبل لعل استشهاد الحمادي يكون مدخلاً للسيطرة على تعز كما كان مقتل أبو اليمامة في عدن، ولكنهم فشلوا حتى الآن والسبب إلى جانب الوعي السياسي والمجتمعي في تعز هو أن أسرة القائد الحمادي وكل منتسبي اللواء 35 مدرع يعرفون ظروف وملابسات ستشاهده. وكل النخب السياسية في تعز وغيرها تعرف ذلك أيضا بما فيهم أصحاب البسطات السياسية رغم اصطناعهم الغباء من باب لعل وعسى.
عندما تم إبعاد الشيخ حمود المخلافي من تعز قبل ثلاث سنوات ضج إعلامهم بأنه هرب، رغم أنهم يعرفون الحقيقة.. وطوال الفترة الماضية عملوا على محاولة تشويهه بكل الطرق وأنه أصبح صاحب استثمارات في تركيا وغيرها من الاتهامات وقالوا أن كرته أصبح محروقاً عند أبناء تعز ولم يعد له أي تأثير بعد أن عرفوا حقيقته كما قالوا.. لكنه قبل أسابيع وجه نداء عبر صفحته للمقاتلين من أبناء تعز على حدود السعودية طالبهم فيه بالعودة إلى محافظتهم بعد أن اتضح للجميع خبث التحالف وغدره باليمن وما يحاك لليمن وتعز على وجه الخصوص. فلبى المقاتلون النداء وعادوا بالألاف.. وهنا طار صواب أولئك فبدأوا بشن حملة إعلامية ضد العائدين وأنهم عبارة عن مليشيات ودواعش، بينما عندما كانوا يقاتلون دفاعاً عن السعودية كانوا أبطالا ومجاهدين..
التآمر على تعز كبير، بما فيه محاولة تقسيمها وسلخ ميناء المخا منها كما تريد دولة الموانئ المتحدة، ولكن كل ذلك سيكون مصيره الفشل أمام المدافعين عن تعز وأمام التماسك والوعي السياسي والمجتمعي لأبناء تعز بالكامل بغض النظر عن سقط المتاع ..
حفظ الله تعز من كل مكروه وحفظ الله اليمن بالكامل ومكر بمن يمكر به.
#كمال_البعداني
11 ديسمبر 2019م
///////////////