;
محمد علي أحمد
محمد علي أحمد

للتاريخ.. قصة خروج قيادات الجنوب قبل الوحدة ودور علي محسن 1174

2019-12-18 07:51:35

شهادة يرويها الأخ المناضل/ محمد علي أحمد، حول اشتراط خروجهم من صنعاء من قبل رفاقهم في عدن عام 1990م، وجاءت رداً على تساؤل قدّمه وكيل وزارة الشباب والرياضة شفيع العبد، وفيما يلي نص الرد:

shape3

الأخ العزيز/ شفيع العبد المحترم

تحية العمل المشترك وبعد.

أخي العزيز بناء على طلبك المسجل بالاتصال الصوتي والذي تريد فيه مني معرفة ما تم قبل الوحدة بهدف طردنا من صنعاء بناء على طلب السلطة بما تسمى "الطغمة" حينها ونحن "الزمرة"، وهي من مصطلحات الانقلابات بين الكتل السياسية للحزب الاشتراكي في الماضي مع الأسف، كل ما حدث صراع بين الأخوة في الحزب وهُزم جزء منه سمي بمصطلحات سياسية كما يحلو للمنتصر.

للعلم أخي شفيع العبد، لقد تحدث علي ناصر بما كان، وفيه الكفاية، ولكن للدقة والتوضيح سأقول لك الحقيقة وشهودها على قيد الحياة عدا رمزها رحمه الله.

لقد دعانا علي عبدالله صالح للقاء قبل سفره إلى عدن بيوم واحد من إعلان الوحدة ( أحمد مساعد حسين وعبدربه منصور هادي ومحمد علي أحمد) وطرح علينا الخروج من الوطن، وكان اللقاء بحضور الأخ/ علي محسن صالح الأحمر، وشرح لنا ما تم في مجلس النواب من قرارات، وقال لنا: أنا مسافر إلى عدن اليوم وأنا جهزت لكم التذاكر وحق الإقامة وإذا عندكم أي مشاكل من أجل جماعاتكم من الحراسات بحلها لكم وأنتم ستغادرون صنعاء الآن إلى أي دولة وبنرتب أوضاعكم في سفاراتنا، وذلك بسبب اشتراط سلطات الجنوب خروجكم.

 كانت هذه شروطهم من أجل نوحّد الوطن ونحن المجموعة المذكورة على قيد الحياة.

وأثناء حديث علي عبدالله صالح- رحمه الله- كان تركيزه عليّ شخصياً، حيث كنت أجلس جواره مباشرة على الكنبة، بينما كان الأخوة أحمد مساعد حسين وعبدربه منصور يجلسان على يساري على كرسيين منفردين، يقابلهم الأخ/ علي محسن الأحمر منفرداً على الجهة اليمنى، حيث كان اللقاء في قاعة الاستقبال الطويلة في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة التي كان صالح يستقبل فيها السفراء ويؤدي فيها الوزراء اليمين الدستورية، وكان يتواجد في القاعة على بعد منا الأخ عبد العزيز عبد الغني- رحمه الله- يجلس وحيداً.

توجيه صالح حديثه لي شخصياً يعني أن أصحابي أحمد وعبدربه كأنهم قد اطلعوا على مضامين الموضوع قبلي ولم يتبق إلا أنا ليطلعني على ما يريد.

بعد انتهاء صالح من الحديث، باشرته بالقول: أنت أخرجت علي ناصر قبل 6 شهور ونحن تواطأنا معك في ذلك، وتريدنا أن نخرج من الوطن في عيده وغايته، لذا من المستحيل أن نغادر ونحن الذين حققنا الوحدة ودفعنا الدم في سبيلها ثلاثة عشر ألف شهيد في 13 يناير 198‪، لقد ضحينا بأفضل الرجال من أجلها، وتريد اليوم أنت وعلي سالم البيض أن نخرج من اليمن، وأنت وهو بترفعون العلم بالكرفتات، ونحن الذين دفعنا الثمن نخرج مطرودين من الوطن، فهذا هو المستحيل بعينه، ولن نخرج من صنعاء إلا أشلاء ولن نخرج كما تريدون..

عند ذلك قفز علي عبدالله صالح من جواري خطوتين إلى الأمام في القاعة بصورة عدوانية وهو واضع يده على جراب مسدسه، ووجه لي عبارة قال فيها: أنا علي عبدالله صالح ولست مثل علي ناصر ولا علي سالم البيض تهددهم.

بدوري وقفت من مكاني عندما نهض هو ولم يكن لدي سلاح، وكأنه يخوفني بتهديده وسلاحه، وكنت متهيأ للإمساك به في حالة إقدامه على إخراج مسدسه، كوننا كنا قريبين من بعض وكنا متواجهين بقلوب سوداء ومستعدين لبعض، وقلت له رافعاً يدي أمامه: وأنا لست مثل عبدالعزيز عبدالغني ولا العرشي تهددهم، أنا محمد علي أحمد.

كانت لحظات في غاية الخطورة فقدنا فيها التوازن، ولوكان معي سلاح لتطور الأمر، لكن الأخ/ علي محسن الأحمر، رجل شجاع، قفز من مكانه ليجلس بيننا، وأرغمه على الجلوس معاتباً له بالقول: هؤلاء ضيوفك وبلا سلاح ومن العيب عليك ما فعلت، وأعاده إلى الكرسي وعدنا لإكمال الحديث، وعلي عبدالله يقول: ماذا أقول لهم وهذا يوم عظيم ما بيدخلوا صنعاء وأنتم فيها؟.

كان يمسك بيده دفتر ورق لون غلافه أزرق سحبته منه بغضب وقلت له" قل لهم هذا الرد هو ردنا على طلبهم إخراجنا من صنعاء، وكتبت له الأسماء مبتدءاً بقائدهم":

١. علي سالم البيض

٢. حيدر العطاس

٣. فضل محسن عبدالله

٤.سالم صالح محمد

٥. محسن عبدالله الشرجبي

٦. سعيد صالح "رحمه الله“

٧. صالح عبيد أحمد.

هؤلاء كجنوبيين ومن الطرف الثاني (حوشي) ومنهم:

٨. جار الله عمر الله يرحمه

٩. الشامي

١٠. الهمزه

١١. أحمد علي السلامي.

وبعدها قلت لعلي عبدالله صالح، إذا هم يريدونا نخرج، هذه شروطنا نحن إخراج هؤلاء أيضا من جهتهم، وأنا موقع عليها وحدي، رغم أن رفاقي لم يتحدثوا بشيء، وكأنهم موافقين مسبقاً، الله يعلم بما في القلوب.

 الجدل والنقاش كان بيني وبينه وقلت له، قل لهم وأنتم يريدون منكم هذا الشرط بالمثل، وقلت له: إذا تريد تتخلص منا ومنهم طلعنا طائرة واحدة وفجّرها، نحن لا يمكن نخرج من صنعاء.

بعدها نظر علي عبدالله صالح لعلي محسن، وقال أنا بكلّف علي محسن يجلس معكم بعد بهذه المهمة وتعاملوا معه.

هذا ما تم أثناء اللقاء، وهي شهادة لله لمن ماتوا، والبقية مازالوا أحياء أحمد مساعد وعبدربه منصور وعلي محسن صالح.

بعد خروجنا من القيادة العامة عدنا إلى بيوتنا، وتولّى علي محسن المهمة ووزع جماعتي في اليوم الثاني منهم عليوة وأحمد مساعد وبا جميل وعلي الأحمدي ومعهم ناصر العولقي وزير الزراعة أرسلهم صعدة، وعبدربه منصور هادي أرسله حجه، وأحمد عبدالله الحسني في الحديدة سكّنه هناك وما حضر إلى صنعاء..

 وأنا استدعاني علي محسن بعد ما وزّع المجموعة كلاً على حده، وهو مازال حياً يرزق وطرح عليّ فكرة الخروج من صنعاء إلى أي محافظة أخرى، حتى يمر هذا اليوم ويلبّي شرط جماعة عدن، فقلت له هم يدخلوا صنعاء وأنا بدخل عدن مادام نحن موحدين..

 قال لي صعب خيارك هذا، هل في خيار ثاني، قلت له يدخلوا صنعاء وانا بدخل مكيراس لودر أمشعه قريتي، فقال صعب، هل فيه خيار ثالث قلت له يدخلوا صنعاء، وأنا بجلس في بيتي وإذا أنتم خايفين نتحرك هات لي من حراستك معي وأنا بعطيك من حراستي مثلهم عندك إذا عندكم شك أن نعمل شيئاً مخلاً بالأمن.. قال، لا.. ممكن تجلس في البيت وما تخرج حتى لا تسبب لي إحراج مع الرئيس. قلت له وجب أبشر ووافقت على ذلك.. وهذا كلامي ومن أحكي عنه على قيد الحياة ممكن يقول رأيه في ذلك.

 وبعد الغداء من يوم الوحدة عندما رفعنا الأعلام على سطوح المباني، وفي الساعة ١٢ يوم ٢٢/ ٥ / ٩٠ اتصلت بعلي ناصر وهنأته بيوم الوحدة، وقلت له أنت أولى من يستحق التهنئة بهذا اليوم العظيم هذا اليوم غايتنا، باعتبارك صاحب الفضل لهذه الوحدة، أهنئك وأهنئ شعبنا الجبار يحيا اليمن الموحد، لكنهم للأسف شوهوا الوحدة بسلوك قادتها وممارساتهم ضد الشعب وأفقدوه الغاية بسبب سلوك الأفراد.

 وبعد الغداء رحت إلى بيت محمد سليمان ناصر وخزنا مع بعض وكنا نتفرج على السير من عدن إلى دخول صنعاء والمهرجان وكلمات الترحيب وكلمة البيض العاطفية مكرر عبارة الوحدة الى الأبد ثلاث مرات.

 هذه هي الحقيقة والحاضرون مازالوا أحياء، وإن شاء الله لم يخني التعبير، وأعطيك تفاصيل المبلغ المدفوع من علي محسن الذي دفعه له علي عبدالله صالح مع التذاكر هو مائة ألف دولار حق الإقامة عندما نقبل السفر للخارج الهند أو أي وطن آخر نختاره وكيفية تم التوزيع بين خمسة أفراد، بما فينا المحاسب لعلي محسن أعطيته عشرة آلاف دولار منها..

 هذا ليس بيع لعلي ناصر وربما عنده معلومات أخرى هو مسؤول عنها وإنما المائة ألف دولار- كما قال لي علي محسن صالح الأحمر- مصاريف سفر عند القبول به وهذه براءة ذمة للأخوة الذين استلموا من ٣٠ ألف دولار حسب ما نشره الإعلام في المواقع، أعوذ بالله من ذلك، هذه كرامة وشرف وتاريخ ويكتب بأمانة لمن هم مسؤولون عن ما يقولون وبعيداً عن المناكفات والتشهير.

ممكن التأكد من علي محسن صالح الذي استدعاني إلى بيته بعد انتهاء الحفل وتوزعوا جماعة الزمرة في الفنادق والشقق يوم ٢٢ مايو ٩٠.

اتصل علي محسن للبيت معتقداً وجودي في البيت ولكن العكس كان غير ذلك، قالوا له الحراسة با نشعره وبعدها اتصلوا بي وأبلغوني، اتصال علي محسن، رجعت اتصلت به أنا وقال وينك فقلت له أنا بخمر، استغرب قال بخمر، فقد انزعج من ذلك الخبر، فقال لي إذا يدك بالماء فلا تجف إلا عندي، قلت له أبشر يا سيد القوم.. تحركت من عند محمد سليمان إلى عنده لكونهم متجاورين في السكن، وماهي إلا دقائق وأنا دخلت عليه، استغرب قال لي كيف قطعت المسافة بهذه السرعة، قلت له الله معنا وحليف لنا، وبعد جلوسنا قلت له إنني كنت عند محمد سليمان. وشرح لي ما كان يفعل ويكذب على علي عبدالله صالح بتقارير الموقف للعمليات أنني في الحديدة من أجل أن لا يغضب عليه، وقال الحمد لله الأمور مشت كما نحن نريدها.

والآن هذه التذاكر حقكم للسفر، مزقهن بنفسه ورماهن في كيس القمامة، وقال لي هذه مائة ألف دولار لك شلها من عند المحاسب تستحقها تكريماً لمواقفك والله أنا معجب كثيراً بمواقفك.

بدوري شكرته وخزنا قليلاً نتبادل الرأي، نص ساعة، روحت البيت حقي ووزعت المبلغ بيننا بالتساوي أنا وأحمد مساعد وعبدربه منصور وأحمد عبدالله الحسني وعبدالله عليوة وعشرة آلاف مع المحاسب، ورفعت له كشفاً باستلامهم، فقال أنا أعطيتك إياها لك وليس للتوزيع وقلت له أنا عملت كذا والمال بيكمل وهذا كان باسم المجموعة لو نجحت الخطة، فالمال لله والكرامة والشرف باقيين..

 هذه هي قصة قضيتنا قبل الوحدة يا أخينا وللأمانة وشهادة لله.

ولك تحياتي وسلامي......

محمد علي احمد

١٧ ديسمبر ٢٠١٩

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد