قبل أشهر خاض المعلمون في الأردن معركة حقوقية شملت وقفات احتجاجية وتطورت لإضراب شامل للمطالبة بزيادة رواتبهم حتى استجابت حكومة عمر الرزاز الأردنية لمطالبهم وتم اعتماد ما يقارب ألفي دولار، هذا غير العلاوات والحوافز.. وبعد مسح شامل اتضح لي أن راتب المعلم اليمني هو أقل راتب في العالم حوالى 120 دولار وللأسف هذا المرتب الضئيل مقطوع منذ سنوات, ولولا ما تقدمه اليونسيف وبعض المنظمات من مساعدات غذائية لهم لمات الآلاف من المعلمين في اليمن.
الحوثيون ألقوا بالمسؤولية على الشرعية ومارسوا كل ضغوطاتهم على المعلمين لاستقطابهم للدورات الثقافية التابعة لهم دون إعطاء المعلمين أياً من حقوقهم.. والشرعية الرخوة بدورها ترفض صرف رواتب المعلمين الذين في غير المناطق الخاضعة لها.. الجميع تركوهم فريسة للجوع والبؤس والفقر ولعصابات المدارس الخاصة التي تستغلهم أبشع استغلال.
إلى الشرعية والحوثيين: اصرفوا رواتب المعلمين واتقوا الله في هؤلاء الذين سيخاصمونكم يوم القيامة.
إلى الإعلاميين: لابد من حملة إعلامية للتضامن مع المعلمين اليمنيين والمطالبة بصرف رواتبهم بأثر رجعي، لأن هؤلاء تعرضوا لمؤامرة حقيرة تستهدف التعليم في اليمن وتدمير جيل كامل.
ولابد أن ينال قاتل المعلم/ فيصل الريمي جزاءه العادل ويعاد لهذا المعلم الذي قتل ظلماً في مدرسة "كيان" بالسبعين في صنعاء اعتباره ويتم إحقاق الحق والقصاص بالقاتل وفق شرع الله.
من المؤسف أن مئات الآلاف من المعلمين اليمنيين يتعرضون للتجويع منذ سنوات ومع هذا يواصلون رسالتهم في تعليم الطلاب مجاناً، أغلبهم لا يملكون ثمن المواصلات إلى المدارس وهي حالة نادرة من التضحية والإيثار والعطاء سوف يسجلها التأريخ.
كل تضامننا مع المعلم اليمني ولعنات التاريخ على كل من كان السبب في تجويعكم وإفقاركم وأنتم أعزة كرام تقف أمامكم الهامات إجلالاً واحتراماً.