منذ الهزيمة المدوية لميليشياتها في شبوة على يد وحدات من الجيش اليمني وبمساندة رجال شبوة الشرفاء، والإمارات تحاول- بكل الطرق- رد الاعتبار لها في شبوة. فما بنته الإمارات هناك طوال ثلاث سنوات من معسكرات عديدة مزودة بأحدث الأسلحة، تهاوت كلها خلال ساعات أمام الجيش الوطني الذي واصل زحفه إلى أطراف مدينة عدن. فلم يكن أمام الإمارات وقتها وحتى لا تخسر كل شيء إلا التدخل المباشر وقصف الجيش بالطيران وبطريقة همجية بعد أن عجزت ميليشياتها عن الوقوف أمامه..
بعد وساطة سعودية بقي للإمارات في شبوة، معسكر العلم ومعسكر بلحاف.. معسكر العلم بالذات تحوّل إلى وكر للدسائس والمؤامرات، للقيام بأعمال تخريبية في شبوة من نصب كمائن للجيش ورجال الأمن، وتنفيذ اغتيالات والاعتداء على أنابيب النفط وغيرها من الأعمال الإجرامية، كل الخارجين على القانون والمطلوبين للأجهزة الأمنية في شبوة ينطلقون من هذا المعسكر..
اليوم هناك قوات من الجيش، كما تفيد الأخبار، تحاصر هذا المعسكر للمطالبة بتسليم قتلة مطلوبين للأجهزة الأمنية في شبوة.. ونحن هنا نقول للسلطات المدنية والعسكرية والأمنية في شبوة، إذا لم تضعوا حداً لهذا المعسكر، فستندمون في وقت لا ينفع فيه الندم، وقد يجد الكثير منكم أنفسهم في المستقبل محتجزين داخل هذا المعسكر..
الإمارات تخطط لإسقاط شبوة من جديد بكل الطرق والأساليب.. لا تعولوا على الرياض ولا على ما سمّي باتفاق الرياض، فها هي الرئاسة تكلّف اليوم الدكتور/ بن دغر، على رأس لجنة لمتابعة تنفيذ (اتفاق الرياض)، وبالطبع هناك لجنة من الطرف الآخر لهذا الغرض.. وهذا يعني أن الرياض تحولت من جهة ضامنة للتنفيذ- كما كان الاتفاق عند التوقيع- إلى جهة راعية.. تماما كما كانت تفعل أميركا مع العرب في صراعهم مع العدو الصهيوني.. تفرض عليهم القبول بحلول مجحفة وتتعهد لهم أن إسرائيل ستنفذ ما اتفق عليه. وبعدها تتنصل أمريكا عن التزامها وتتحول إلى جهة راعية للمفاوضات والتي استمرت لعقود من الزمن حتى رضي العرب بالأمر الواقع وقدموا لإسرائيل كلما تريد.
الليلة هناك أنباء عن وساطة سعودية في شبوة، كما هي العادة ،عندما تكون الإمارات في وضع حرج تتدخل الرياض تحت مسمى وساطة.. قد تقترح الرياض تسليمها معسكر العلم كحل وسط. وإذا ما حصل ذلك، فهو استكمال للاتفاق السعودي الإماراتي بتقاسم المحافظات الجنوبية والشرقية فيما بينها. الجنوبية للإمارات والشرقية للسعودية وكل جهة ستكون لها ميليشياتها الخاصة لتحكم من خلالها... العزم والحزم مطلوبان في شبوة، فلا مكان هنا للتردد أو التقيد بوساطات..
قال_الشاعر:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة..
فإن فساد الرأي أن تترددا.
وإن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلاً
فإن فساد العزم أن يتقيداً.