"عندما ضربت الطفل ورميت اللعبة".. كنت أجبر أفراد أسرتي على استماع المحاضرات الدينية من أشرطة الكاسيت في كل الأوقات، وفي كل المناسبات، حتى في الأعياد والأفراح والخطوبة وقرب الزفاف.
ما كنت أدع لهم مجالاً للترفيه عن أنفسهم مطلقاً وكنت أتعمد انتقاء المحاضرات الخالية من الترغيب، كانت كلها تدور حول القبر والنار وعذاب الله تعالى..
ذات يوم جمعتهم لاستماع المحاضرة، وطلبت منهم الإنصات والتركيز، الكل أنصت إلا ابن أخي الصغير، كان في يده لعبة تصدر صوتاً.. تميّزت من الغيظ وأطفأت المسجل وقلت له: أجلس ساكت، لكنه لم يفعل.. قلت في نفسي أكيد هذا الشيطان يريد أن يشغلنا عن سماع المحاضرة بواسطة هذا الصغير ولم أتمالك نفسي من الغضب، أطفأت المسجل، ونهرت الطفل بشدة وقسوة، وانتزعت لعبته من يده ورميتها من البلكون، ثم عاودت تشغيل المسجل، وطلبت منهم الاستماع والتركيز مرة أخرى.
لم أنس نظرات زوجة أخي الحزينة الممزوجة بالعتاب والقهر وبكاء الطفل، ونظرات الاستهجان من باقي أفراد الأسرة، وكلما تذكرت هذا الموقف يذوب قلبي ألماً وخجلاً.
في المقال القادم إن شاء الله
عندما كفّرت أمي!؟.