من يعتقد أن ما يجري في العراق بين أميركا وإيران مسرحية فهو مخطئ، ومن يعتقد أنها ستحدث بينهما مواجهة مباشرة بعد مقتل القائد الإيراني في العراق قاسم سليماني فهو مخطئ كذلك.
العراق تخضع، بطريقة أو بأخرى، لاحتلالين أميركي وإيراني وهناك تنسيق بينهما منذ دخول أول جندي أميركي إلى العراق عام 2003م، تجمعهما هناك المصالح ويحدث بينهما التوتر عندما تختل هذه المصالح الاقتصادية والسياسية.. فأميركا ترى أنه لابد أن يكون لها في العراق حصة الذئب لا حصة الثعلب. وعندما يكون هناك انتقاص من حصة الذئب. تبعث أميركا رسائل مؤلمة كرسالة قاسم سليماني الذي كان قتله متاحاً للأمريكان من زمان لكن الأمر كان بحاجة إلى قرار سياسي في وقت معين وفي ظروف معينة، وهو ما اتخذه ترامب المجنون ليضرب بقتل سليماني اكثر من هدف. إيران بالتأكيد ستبعث برسائل جوابية لأميركا ردا على رسالتها ولكن بالطبع ستصل تلك الرسائل إلى صندوق البريد الأميركي من عناوين آخرى غير العنوان الإيراني المباشر. فإيران اذكى من أن تفعل ذلك.
وفي كل الأحوال العرب هم من سيدفعون فاتورة أي تصعيد كما هو المعتاد ولن يكون لهم من الأمر شيئا كما يحصل في كل مرة.
3 يناير 2020