تأريخيا تنقسم الشعوب في توصيف أي تدخل خارجي سواء جاء بشرعية قانونية أو بقوة السلاح، وسواء كانت مبرراته تحقيق مصالح خاصة أو من أجل دعم الدولة التي تدخل فيها.
فهناك من يوصف ذلك التدخل بالمنقذ وهناك من يوصفه بالاحتلال، والتأريخ وحده من يجعل الكفة ترجح أيًا من الخيارين.
وقد شهد اليمن في القرن الماضي تدخلاً بريطانيا في الجنوب، كما شهد تدخلاً عثمانياً في الشمال.
سمي الأول استعماراً يوصفه مناصروه أنه إعمار للبلاد، ويقول خصومه عنه إنه احتلال سيء.
وكذلك الثاني اختلف توصيفه بين اليمنيين فهناك من يعتبره فتحاً وبين من يعتقده احتلالاً، ولكل توصيف من التوصيفين مناصرين حسب خلفياتهم الايدلوجية وربما نمط تعليمهم.
مع الثورة اليمنية دعمت القوات المصرية الجمهوريين ودعمت السعودية الإماميين، فهل نقول إن التدخل المصري جيد والسعودي سيء؟
وإذا كان كذلك لماذا ذبح آلاف الجنود المصريين في اليمن قبل خروجهم؟ ولماذا تحولت المملكة إلى داعم لنظام الشمال الجمهوري؟
مستقبلاً سيتحدث اليمنيون عن التحالف العربي بانقسام، فمنهم من يعتبره عدواناً واحتلالاُ ومنهم من يعتبره دعماً للدولة ونصراُ للشعب اليمني.
التأريخ وحده من يضع توصيفات دقيقة لمثل هذه الأحداث.
تظل تدخلات الدول عسكرياً في دول أخرى من أصعب وأخطر القرارات وغالبًا ما يتخذ القرار وفقًا لمصالح الدول المتدخلة وليست الدول المتدخل فيها، وأحيانًا تدفع الأولى والثانية ثمنًا كبيرًا لتلك التدخلات.