جنى الحوثي على الهاشميين كما جنى على اليمنيين، فهذه الأسر بذلت جهودًا لتندمج في المجتمع اليمني رغم أنها سهلة الاستجابة لداعي العنصرية، ورغم أنها لا تمثل 5% إلا أنها كانت مسيطرة على أكثر من النصف من الوظائف القيادية في الحكومة.
من سلبيات الهاشمية السياسية في اليمن أن ذاكرتها مثقوبة وفي أي مرحلة من مراحل ضعف الدولة اليمنية تتمرد وتنسج تحالفات محلية وخارجية للسيطرة على الحكم على جثث ودماء اليمنيين.
هذه المرة ربما هي الأنكى في تأريخ الهاشمية تمكن الحوثي -وهو مشروع إيراني ثوري -من توريط الهاشميين في حرب مفتوحة مع اليمنيين حولت من هذه الأسر من أقلية سلالية إلى جالية على وشك الانقراض حتى قبل ان تبدأ مرحلة الانتقام ولازلنا وسط الحرب (أنا هنا لا أتكلم عن الهاشميين الذين ربطوا مصيرهم بمصير اليمن، فهؤلاء هم يمنيون لا علاقة لهم بمن اختار أفضلية السلالة على الارض والوطن).
يسوق الحوثي نفسه على أنه يمثل 30% من سكان اليمن وذلك بوضع نفسه وصيًا على المناطق المحسوبة على المذهب الزيدي، إلى جانب أنه الوصي على الهاشميين، حتى اللوبي التابع للهاشمية في الخارج خضع خضوعاً كاملاً لتنظيم الحوثي الذي يشرف عليه الحرس الثوري الإيراني، لكن الوضع الآن مختلف وهناك بوادر انتفاضة وثورة على الحوثي في كل مناطق الشمال القبلية، ولَم يعد مقبولا مجتمعيا، لأنه مشروع موت غير قابلة للازدهار الا فِي المقابر.
لقد خلق الحوثي حالة انتقام صامت حتى وسط المناطق التي نشأت فيها أيدلوجيته والتي لم يعد فيها إلا النساء أرامل والأطفال أيتام والمسنين عاجزين، وهم أول من ينتقم لدماء آبائهم وإخوانهم وأبنائهم الذين يدفعهم إلى محارق الحرب بدون أي اعتبارات إنسانية، فهل هناك من عقلاء في الهاشمية ينقذون ما تبقى من صلة أرحام مع اليمنيين أم يستمرون في تعبيد طريق إيران إلى الهاوية وعندها يكتوون جميعًا بنار الثارات والانتقام !