;
د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

بريطانيا تغادر الاتحاد الأوربي وتتمسك بأوروبا 1237

2020-02-04 18:25:30

بحسابات مختلفة، ومشاعر متناقضة.. وسط دموع وابتسامات، وهتافات باستقلال بريطانيا وأخرى مشحونة بتأوهات وشجن الفراق، غادرت بريطانيا الاتحاد الأوربي ليلة أمس ٣١ يناير ٢٠٢٠ الساعة الحادية عشرة مساء، بعد نصف قرن تقريبا من العضوية بدأت مع إدوارد هيث عام١٩٧٣ وبعده مارجريت تاتشر التي كانت متحمسة للانضمام إلى الاتحاد الأوربي قبل تبؤها رئاسة الوزراء، حتى عهد كاميرون والذي دعا إلى الاستفتاء المشهور عام ٢٠١٦، وجميعهم محافظون.

يقول المؤرخون لهذا الحدث أن بربطانيا كانت الدولة الاوربية التي التحقت بالاتحاد الأوربي وزرعت في نفس الوقت بذور الخروج منه، فظلت علاقتها بالاتحاد تنمو وتنمو معه دوافع الانسحاب بمعدلات متفاوتة. حتى استقر المعدل في نهاية المطاف لصالح الانسحاب.

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ( محافظون) الحدث بمثابة " فجر عهد جديد"، فيما جدد زعيم المعارضة العمالي جيرمي كوربن تحذيره من "نكوص بريطانيا إلى الداخل" ما يعني الخشية من أن يكون الانسحاب بمثابة مسار انعزالي يهدد علاقات بريطانيا الخارجية المستقبلي.

في نهاية المطاف، كانت الكلمة الأولى والأخيرة للناس. حاولت النخب السياسية ان تناور بمخرجات جانبية للديمقراطية في مواجهة كلمة الشعب التي قالها في استفتاء عام ٢٠١٦، لكن ردة الفعل كانت قوية في انتخابات ٢٠١٩ التي حسمت المسألة بصورة نهائية..

لا يعني هذا أن كلمة الناس لا تتأثر بالمنطق الذي تعرضه الأحزاب السياسية فيما تقدمه من خيارات وبرامج، كل ما في الأمر هو أن هناك من يجيد تقديم خياراته ويكسب ثقة الناخب، ولهذا السبب لا تنتهي مسئولية الحزب عند مفصل نجاح مشروعه، لكن عليه أن يبرهن للناخب صحة ومصداقية هذا المشروع فيما يحققه من نجاحات بعد ذلك على هذا الطريق.

تأتي الان مرحلة ما بعد الخروج والتي ستظل تحت رقابة الشعب بألياتها السياسية والاقتصادية والشعبية والاعلامية والقانونية، وهي آليات تتفاغل في إطار نظام ديمقراطي له معاييره المادية والروحية في تقييم الأداء بعيداً عن ضجيج الخطابة والخصومة.

سنة ٢٠٢٠ ستكون سنة انتقالية يتم فيها مناقشة مستقبل العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الاوربي اقتصاديا وتجارياً وأمنياً، وانجاز ما تبقى من خطوات الانسحاب بما في ذلك حقوق الاوربيين المقيمين في بريطانيا، والبريطانيين المقيمين في أوربا. وستكون نتائج مفاوضات هذه السنة الانتقالية مؤشرا هاما لتقييم مجمل هذه العملية التاريخية. وهي التي سيتوقف على نتائجها ترجمة ما ذهب إليه كثير من البريطانيين بالقول : نحن غادرنا الاتحاد الأوربي ولم نغادر أوربا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد