زمان عام 1977م عندما قالوا للسادات: الإمارات قررت مقاطعة مصر ضحك ورد عليهم: هي مين الإمارات دي؟! هو كل واحد معه معزتين وخيمة على الخليج هيعمل فيها دولة؟!
رحل السادات ولم يكن يتخيل أنه سيأتي يوم اغبر تدار مصر العروبة والكنانة من تلك الخيمة التي على الخليج ولو علم بذلك فمن المؤكد أنه سيقول: "ما فيش فايدة طيخيني عيارين يا صفية".!!
بفوائضها المالية صارت الإمارات تقود المنطقة وتعيث فيها الفساد تتبنى الثورات المضادة وتؤسس المليشيا المسلحة وترسل الجواسيس وبالدراهم الحرام تشتري الإمارات الذمم والضمائر والمواقف الإقليمية والدولية والأقلام وأشباه الرجال وتحاول نشر قواعدها العسكرية وإرسال جنودها لإدارة مهمات قتالية فهي تحاول لعب دور أكبر من حجمها لتبدو كبالون كبير منفوخ على هيئة ديناصور وبأقدام دجاجة وبغرور طافح يحاول اختلاق تأريخ لا وجود له لحفاة عراة رعاة غنم صارت لديهم قناعة نبتت من الأوهام وترعرعت من الأكاذيب بأنهم كانوا سادة المنطقة وأن تأريخهم يزيد عن 120 ألف عام وأنهم اخترعوا الاختراعات وشادوا الحضارات بينما هم كانوا إلى سبعينات القرن إمارات يستوطنها الفقر والجهل والمرض وتعرف باسم " ساحل عمان " تخضع للحماية البريطانية ولم تقدم للإنسانية اي إنجاز حضاري أو ثقافي.
وبعد وفاة الشيخ زايد بن سلطان الشهير بـ"زايد الخير" في الثاني من نوفمبر 2004م وصعود نجم نجله محمد بن زايد الذي بات حاكمها الفعلي محمد بن زايد شهدت الإمارات تغيرا كبيرا في سياستها الخارجية إلى الحد الذي يمكن وصفه بـ " الانقلاب " على السياسة التي كان ينتهجها الشيخ زايد وعلى الثوابت والمبادئ التي تميز بها عهده وخصوصا انتهاجه سياسة عدم التدخل في شؤون الآخرين حيث سعى محمد بن زايد لمد نفوذ الإمارات في المنطقة ولعب دور محوري لم تكن تلعبه بلاده من قبل على مستوى السياسة العربية في ظل وجود دول كانت توصف لعقود طويلة بأنها صاحبة القرار في القضايا العربية الكبرى.
يظن البعض ان الإمارات حين تتبنى الثورات المضادة على ثورات الربيع العربي وتحارب أحلام وطموحات الشعوب وتتآمر عليها وتتبنى الانقلابات العسكرية وتدعم الديكتاتور في سوريا ومصر وليبيا وتحول ثورات الربيع العربي إلى كوارث وفوضى لأن لديها رؤية تختلف عن الإسلاميين وتعاديهم بينما الحقيقة أنها تقوم فقط بهذا الدور الوظيفي خدمة لواشنطن وتل أبيب فهي مجرد أداة لمحاربة الإسلام والإسلاميين وإجهاض أي بادرة أمل نهوض وحرية وديمقراطية في العالم العربي ولذا يتفانى حكام الإمارات في الإخلاص لواشنطن وتحقيق أجندتها وتنفيذ سياساتها وحماية مصالحها وقيادة قاطرة التطبيع في المنطقة لعل واشنطن ترضى عنهم وتعتبرهم شرطي أمريكا في المنطقة خلفا لإيران الشاه وخاصة بعد أن تحول مهفوف الرياض محمد بن سلمان إلى تابع لبن زايد ومنفذ سياسته فصارت الرياض تدار من تلك الخيمة التي بجوار المعزتين وهذا لأن السعودية لا تستطيع تحدّي الإمارات والاستقلال بالقرار السياسي عنها وذلك لأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مدين بوجوده في منصبه لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الذي ساهم بقوة في إيصاله إلى موقعه من خلال علاقته الفريدة مع إدارة الرئيس الأميركي ترامب ففي تحقيق معمّق لرئيس قسم الشرق الأوسط في صحيفة "نيويورك تايمز" ديفيد كيرك باتريك إذ جاء فيه " أن بن زايد تدخل في معركة ولاية العهد في السعودية؛ لأنه رأى في الرياض عقبة أمام توسع نفوذ بلاده الإقليمي وبسبب الخلافات الحدودية بينهما".
وأشارت الصحيفة إلى أن "ولي عهد أبوظبي دشن حملة علاقات عامة في واشنطن لتلميع صورة بن سلمان حتى يؤمن له الطريق إلى ولاية العهد" بعد أن أبعد عمّه محمد بن نايف عن المشهد ".
ولم يقف الأمر عند مساهمة محمد بن زايد في دعم محمد بن سلمان وإيصاله إلى موقعه بل لقد سانده في أزمته الكبرى بعد عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي من خلال علاقاته مع الأمريكان والإسرائيليين.
هذه المواقف التي أتخذها بن زايد عمقت تبعية محمد بن سلمان له وصار بن زايد هو من يرسم الخطط ويصنع القرار في الرياض حيث سارت السعودية على نهج أبو ظبي في كثير من القضايا والمواقف الإقليمية والدولية ومنها مقاطعة قطر وتبني حصارها رغم ما لهذا القرار من مخاطر وتأثيرات سلبية على تماسك دول مجلس التعاون والخليجي فضلا عن تأثيراته السلبية على حالة الانقسام والتفرق العربي.
تبعية السعودية للإمارات أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ما يزال يعتمد على أبو ظبي كبيت خبرة في السياسة والاقتصاد ومتنفسا اجتماعيا للمملكة على الرغم من خطوات "الانفتاح" الكبرى التي قامت بها.
السياسة الخاطئة التي اتخذتها الرياض بتبعيتها لأبو ظبي قزمت كثيرا من دور الرياض ويجعلها مجرد تابع صغير لدولة تحلم بأن تصبح شرطي أمريكا في المنطقة وتستخدم كل علاقاتها وإمكانياتها لتحقيق أهدافها.
خلال السنوات الماضية صارت الإمارات وكرا للتجسس على دول المنطقة وأنظمتها ورموزها خدمة لواشنطن وتل أبيب حيث تعاقدت مع شركات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية لتقديم أفضل أنظمة التجسس على الأشخاص والحكومات ولم تكتف الإمارات بالتجسس على مواطنيها وإرسال الجواسيس للبلاد العربية بل قامت بتوظيف العاملين في الهلال الأحمر الإماراتي للقيام بمهام تجسس في الأماكن التي يتواجدون فتحت غطاء المساعدات الإنسانية يقومون بجمع المعلومات عن المناطق والشخصيات التي فيها ومن المعروف أن أبو ظبي تستخدم الهلال الأحمر الإماراتي غطاء لتوسيع نفوذها عبر شراء ولاءات وكسب شخصيات سياسية واجتماعية وأمنية لكن استخدام الإمارات لهذا الجهاز الخيري كما هو ظاهره في عمليات التجسس أمر لا يعرفه إلا القلة من الناس وقد ألقت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة في 25 يوليو تموز 2014 م القبض على موظف بالهلال الأحمر الإماراتي اشتبهت به وقد اعترف بمحاولته التقصي عن مواقع إطلاق الصواريخ على الاحتلال الصهيوني وقد أطلقت المقاومة سراح الضابط الإماراتي وطُلب من بعثة الهلال الأحمر مغادرة غزة على الفور.
اليوم حيثما وجدت مؤامرة على الأمة فثم الإمارات فهي من يمول الكوارث ويباركها ويهندسها من التطبيع إلى صفقة القرن إلى اغتيال كل شخص وطني وتشويه كل داعية وعالم والتآمر على حر ودعم كل مجرم يتطاول على ثوابت الأمة ودينها ورموزها إلخ.
ادرسوا كل كوارث الأمة اليوم ستجدون مصدرها خيمة محمد بن زايد هناك في الخليج بجوار المعزتين وبرج خليفة.!