السياسة هي القيام على الشيء بما يصلحة،
وصدق القائل : "السياسة فعل شريف، مالم يتحول إلى جور وقهر وتسلط على رقاب الناس
وفساد وإفساد في الأرض".
والواقع يثبت أن سياسة هذا الزمن فعل نجس ومنجس، وعمل غير شريف يجب على الأطهار الا يمارسوه
الناس أخوة فإذا تحدثوا في السياسة انقلبوا إلى أعداء
الناس متحابون فإذا خاضوا في السياسة أصبحوا متباغضين
الناس صف واحد فإذا تناقشوا في السياسة انقسموا وتمزقوا
الناس مسلمون فإذا فتحوا باب السياسة كفر بعضهم بعضاً
إذا ذُكرت السياسة حضرت الشياطين، وتفرقت الصفوف، وتنافرت القلوب، وسادت الشحناء والبغضاء، والسباب والشتائم والجدال والاتهامات
لا ينكر أحد أن النبي صلوات ربي وسلامة عليه كان يمارس العمل السياسي، وكان أعظم رجل سياسة في العالم،
لكن سياستكم لا تشبه سياسته، كان النبي يدير شؤون البلاد من المسجد، وانتم تديرونها من السفارات الخارجية، والمقرات الحزبية الطائفية والمرتهنة للخارج.
سياسة النبي لم تقسم الشعب إلى أحزاب وفئات، ولم تجعل كل حزب وفئة وطن داخل الوطن.
سياسة النبي لم تجعل مصلحة الحزب فوق مصلحة الوطن.
سياسة النبي لم تقبل بالتحالف مع الشيطان، ولم تقم على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة
سياسة النبي لم تعرف تغيير وتبديل التحالفات حسب الأهواء الحزبية والطائفية والمصالح الضيقة، فصديق اليوم عدو الغد، وعدو اليوم صديق الغد، حتى حيرتم العالم.
سياسة النبي لم يكن فيها ارتهان
ولم يكن فيها ارتزاق
ولم يكن فيها عمالة
سياسة النبي لم يكن معناها فن الممكن.